تدوينة تنموية نهضوية تقرأ في (10) دقائق
أحياناً تحصل معنا أشياء تكون نقاط تحول جذرية في حياتنا ...
كنت في السنة الأولى عندما حدث ذلك ... كل ما حصل (على طريق الجامعة !! ) ... الطريق تأخذ ربما ساعة إلا ربع كل يوم حتى أصل إلى جامعتي ...
في البداية كنت أجلس بالقرب من النافذة وأغوص في عالم الخيال والتأمل في الطبيعة وهذا شيء إيجابي لأنه يساعد في التعمق في أسرار الكون وزيادة حب الله عز وجل وكذلك في التقاط أفكار ابداعية جديدة , ولكن ما حدث معي ذلك اليوم كان نقطة تحول في حياتي ...
في أحد الأيام كان في حقيبتي كتاب وبدأت أقرأ به ولم أعرف كيف وصلت يومها إلى الجامعة !! كسرعة البرق...
شعرت بسعادة قصوى وأخذت أكررها كل يوم فشعرت بأن ثقافتي في الكثير من ميادين الحياة بدأت تزداد يوماً بعد يوم ... وبدأت أنهي كتب داخل السيارة :)
هنا تبدأ متعة الإنجاز ...ومن ذلك اليوم أصبحت أشعر بنكهة جديدة للحياة ...
كان الكتاب صديقي منذ صغري ولكنه أصبح أعز من صديق ...
بعد ذلك أصبح الكتاب لا يفارق حقيبتي فهناك الكثير من الفرص التي تمنحني المزيد من الوقت لأقضيها معه ...
على سبيل المثال :
في عيادة طبيب الأسنان ... عندما أنتظر إحدى صديقاتي ... في محاضرة مملة .. وعلى حاجز قلنديا !!
قمت بعمل هذا الشيء من السنة الأولى إلى الآن أي لمدة ثلاث سنوات وكانت النتائج التالية :
* تصبح القراءة للإنسان عادة لأنه يقوم بها تقريبأ كل يوم ...
* الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات واستيعابها بشكل ممتاز لأنها أولاً لا تعتبر فرض أو واجب دراسي بل أنت تقوم بذلك بكل إرادتك ... ثانياً أن القراءة تكون عادة في وقت الصباح فيكون الذهن منتعش ومستعد لاستقبال المعلومات الجديدة.
*تتغير نظرتك إلى الحياة كلما قرأت يوماً بعد يوم ويبدأ مستواك الفكري يزداد بشكل ملحوظ ... وأنت أول من ستلاحظ ذلك وأكبر دليل أن نصف العادات والأفكار السابقة لديك تلغى !! , وتصبح تتكلم في مواضيع جديدة , وتناقش بطريقة أجمل ,وتشد استماع الناس لك و .. وتدرك كم كنت جاهلأ :) !! ...
* يصبح لك أصدقاء جدد من مستويات ثقافية متألقة.
* تبدأ تشعر بأهمية أن تفعل شيء في حياتك وأن لا تمر مرور الكرام في هذه الحياة .. ففي باطن الكتب شخصيات متنوعة منها الناجح ومنها الفاشل منها الظالم ومنها المظلوم , منها أناس ضحوا في سبيل كلمة الله ومنهم من عاشوا وماتوا ليطفئوا نورها وبقي نورها وأطفؤوا هم ! ,هناك المغامرات ,الماضي والتاريخ , المستقبل وسنن الكون , الحب.. التضحية..الألم.. الفرح ..التفاؤل والأفكار المختلفة ... هناك أقلام علمانية تكتب وهناك أقلام من خلالها سترفع راية النصر من جديد بإذن الله ...في باطن الكتب انتصارات عظيمة وحروب تنبعث منها رائحة الدماء ... هناك حضارات بنيت وحضارات دمرت ...هناك قواعد النصر والنهضة ...
مهما أكتب فلن أستيطع أن اكتب نقطة في بحر ..
* مئات الأفكار التي ستدخل عالمك وتحول حياتك فقد تجد نفسك في صفحة من صفحات كتاب يحتوي (300 صفحة) , وقد تجد حلمك في إحدى صفحات الكتب , أو أنك قد تجد فكرة يمكنك تطبيقها على أرض الواقع لتصبح مشروعك المستقبلي .
* طريقة نهضوية جيدة لتشجيع الناس على القراءة لأنك في كثير من الأحيان ستجد أن الذي يجلس بجانبك يقرأ معك :) , أو قد يطلب منك أن يتصفح الكتاب قليلاً ... ومنهم من يكون قد قرأ الكتاب فيناقش بعض صفحاته معك ... ومنهم من سيسألك عن ثمنه وعن اسم المؤلف ويصرح لك بأنه سيشتري الكتاب قريباً ....
* وكما يقول جورج كردب " إن من يقرأ كثيرا تساوره أحيانا الرغبة في أن يكتب " .
* وكما يقول جورج كردب " إن من يقرأ كثيرا تساوره أحيانا الرغبة في أن يكتب " .
كل ما ذكرت لا شيء بالنسبة لحجم الفائدة التي ستحصلون عليها :)
كل ما عليكم فعله هو اصطحاب كتاب جميل في حقيبتكم ...
نصائح :
- اجلسوا بالقرب من النافذة فلن تشعروا بأي دوار إذا قرأتم في السيارة أو الحافلة ..
- نوعوا في اختيار الكتب واقرؤوا حسب حالتكم النفسية .. يعني أحياناً تطوق النفس إلى رواية وأحياناً إلى كتاب تاريخ ..
- ناقشوا واسردوا أو دونوا أكثر ما يعجبكم أثناء القراءة فهذا الأمر يمكن المعلومات داخل الذاكرة بنسبة كبيرة جداً.
- ابدؤوا في قراءة ما تتمنون معرفة المزيد عنه وذلك حسب اهتمام كل شخص ... هناك من يطوق لمعرفة أسرار النجاح .. أو تاريخ الغرب ..أو الفرق بين الأديان .. الخ.
- لا مانع لو بدأتم في القصص والروايات الجميلة فهي الطريق إلى قراءة كتب العمالقة, والكثير من الأشخاص الذين قرؤوا الكثير والكثير بدؤوا بالقصص والرويات.
فيديو يوضح كيف نختار الكتاب من هنا ... للمبدع الشاب أحمد الشقيري.
أخيرأ ... لا تقولوا نحن لا نحب القراءة , بل أنتم تحبونها .. هو فقط العقل اللاواعي الذي ربط كراهية بعض كتب المناهج الدراسية بالقراءة !!... والقراءة بريئة من كل ذلك (لا تنسوا بأنها أول أمر من الله سبحانه وتعالى خالق النفس البشرية والعالم بأسرارها )
قال تعالى " اقرأ بسم ربك الذي خلق "
للمزيد عن القراءة شاهد :
5 التعليقات:
هناك المغامرات ... الماضي والتاريخ.. الحب والتضحية والألم والفرح والتفاؤل والأفكار المختلفة ... هناك أقلام علمانية تكتب وهناك أقلام من خلالها سترفع راية النصر من جديد بإذن الله ...في باطن الكتب انتصارات عظيمة وحروب تنبعث منها رائحة الدماء ... هناك حضارات بنيت وحضارات دمرت ...هناك قواعد النصر والنهضة
رااااااائع فعلا ..وصفت تلك الصورة وذلك المشهد الذي يصاحب الإنسان في كل صفحة او سطر او كلمة او حرف يقرؤه فعلا كأني وانا اقرأ احس بعقلي يتفلت من الجمود الى المرونة وتبدأمداركه الضيقة بالتوسع ويصبح في عالم جميل يعيش كل لحظاته ليهبط بعدها الى الواقع هبوط اجباري لكن ليس انتحاري ففيه يقيس المسافة بين الثرى والثريا حتى يبني صرحا لعله يبلغ الاسباب..اسباب النهضة والرفعة..
شكرا .أبدعتي
أختك رهف
صديقتي الغالية النهضوية رهف :)
بالفعل تهبط من عالم القراءة إلى أرض الواقع بقوة فريدة من نوعها .. قوة مليئة بالحياة والحب والأمل وفي كل مرة يكون لديك مفتاح من مفاتيح النهضة ... التي من خلالها يوماً سنفتح كل أبواب الظلم لنسمو من جديد ...كل الحب رهفي..
صديقي المخلص الكتاب...
فعلا يستحق الكتابة عنه ..
فهو من يعلمنا .. ويوسع مدى فكرنا..
جميل جداً الاء..
أبدعتِ حقاً
رائع ألاء وإلى الأمام ...أحيانا امسك الكتب وأقرأ في الصبح ..اللهم زدنا علما وثقافة ..أتمنى لكي التوفيق ..
قد تكوني سبب في تغير حياتي او حياه شخص بكلمة "اقرأ" بسآطة عبارتك منحتني شغف للقراءه. .ولكن مشكلتي لا أعرف من اين ابدأ اي كتاب هو جميل. ..سعدت بتواجدي في صفحتك كوني بخير....
وسآم
إرسال تعليق