تدوينة اجتماعية تقرأ في (5) دقائق تقريباً ...
كما علمني د.مصطفى محمود رحمه الله كلما أردت أن أعيش عالمي الخاص صعدت في خيالي إلى الطابق الأخير لناطحة سحاب ونظرت إلى العالم من فوق !
هذه المرة رأيت العالم يمتد على قطعة شطرنج ولكن تلك القطعة لا تشبه القطعة التي تعودت على رؤيتها منذ الطفولة !... فتلك سكانها مرتبون كل في مكانه المثالي , بينما ما شاهدته أنا ففوضى عارمة !
لم أجد أحداً في مكانه إلا من رحم ربي , كل يجلس في مكان أحد غيره وبالتالي "لا نجاح ... لا إتقان ... لا إبداع ... حتى لا مصداقية " ...
رشا تستنشق الهواء وحب علم الاحياء فلماذا هي في كلية الفنون ؟ أحمد مبدع في اللغات فماذا يفعل في كلية الطب ؟ وتلك تستطيع أن تكون أمهر مهندسة فلماذا هي في كلية التجارة ؟
ما هذه الفوضى العجيبة ... ما هذا المزيج المبعثر حد المرض ؟
الإنسان يستطيع أن ينجح في تخصص لا يحبه ولكنه لا يستطيع أن يبدع فيه ...هذا ما أؤمن به أنا شخصياً ..
فلماذا نصر على أن نبقى متمسكين بصنم العادات والتقاليد القاتل ...
ولماذا على كل من يحصل على معدل فوق ال 95 % أن يدخل كليتي الطب والهندسة ؟
ولماذا قمنا نحن بوضع دائرة حول كليات لنسيمها كليات القمة وهمشنا ما تبقى من كليات ؟!
ولماذا لم نعد نرى الشخص بإتقانه وبتميزه بل أصبحنا نحكم على مستواه ومركزه من خلال تخصصه الذي يدرسه في الجامعة ؟
ما أسخفنا عندما أصبحنا نلهث وراء الألقاب فدمرنا أنفسنا باسم كليات القمة !
التقيت بإحدى الفتيات في الحافلة ذات يوم فدار بيننا نقاشاً سألتها من خلاله ماذا تدرسين ؟ فقالت بصوت منخفض " فنون " فقلت بصوت مليء بالثقة والسعادة " ما شاء الله .. أنت إذاً حلقة وصل رائعة بين المثقف والعامي من الناس فأنت ممن يجسدون الأفكار النيرة ليسهل فهمها على العوام من الناس .. رائع حقاً " نظرت إلي الفتاة نظرة يملؤها الذهول ! ربما لأني أول من لا يبدي الأسى والحزن على تخصصها الغريب " ف ن و ن !! ".
لماذا يفني الشباب أعمارهم في تخصصات وأعمال لا يحبونها ؟
" سؤال ممتاز ! "
الإجابة في الحقيقة تتمحور حول أسباب عديدة من أهمها :
1-عدم اهتمام معظم البيوت العربية أو إيمانهم بتنمية المواهب والهوايات فتضيع هباءاً.
2-عدم توجيه المدرسة للطلاب واعتمادها على مسار التلقين .. إحفظ تنجح ! ...
3-ارتباط مبدأ أن الفرع العلمي " للطلبة المتفوقين " والأدبي (العلوم الإنسانية ) للطلبة الأقل تفوقاً !!
4-اختيار التخصص بناءاً على المعدل ورغبة الأهل وليس بناءاً على الحب الشخصي للتخصص !
5-الكثيرون يقولون بأنهم لا يعروفن ماذا يريدون حتى لو أعطوا الحرية في الاختيار !
6-تنفير المجتمع من التخصصات المهنية والنظر إليها بنظرة دونية فلا يتم التفكيربها أساساً فتنحصر المجالات أمام الشباب.
7-قلت التخصصات وعدم تنوعها .
8-وجود بعض التخصصات النادرة ولكن عدم ارتباطها بفرص عمل بعد التخرج.
9-عدم توفر الدخل الكافي لتخصصات مكلفة أحياناً . ..
كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى تبعثر قطعة الشطرنج حتى لم يعد أحد في مكانه المثالي " إلا ما ندر " !
وأرى بأن أكثر هذه الأسباب شيوعاً " السير وراء ثقافة المجتمع وعدم اكتشاف الذات ! "
سئل يوماً د.طارق سويدان : ما هو الاستثمار الأمثل لطاقة الشباب ؟ قال : "عندما يكون التخصص الدراسي هو نفسه مجال العمل هو نفسه مجال التطوع ... ".
بغض النظر عن امكانية تحقيق هذه المعادلة ...
كل ما اريد أن أقوله من خلال هذه التدوينة :
1- لا تدرس شيء لا تحبه ... " والسير وراء رغبة الأهل في اختيار التخصص ليس من بر الوالدين ! " .
2- لا تعمل بشيء لا تحبه ...
3- لا ترض أن تكون شخص يعيش بدون أن يعرف هواياته ويمارسها ...
4- لا ترض أن تعيش حياتك بأكملها وأن لست بموقعك الصحيح ...
ما زال في جعبتي الكثير ولن أكتفي بما قلت بل سأقدم حلول عملية لكل من الطالب والعامل ...
طرق ستساعد الجميع على معرفة مواقعهم والموازنة بين تخصصاتهم وهواياتهم وأعمالهم...
في الجزء الثاني من هذه التدوينة إن شاء الله :)
وأريد أن أختم بأن أقول لك :
لا تقف ... لا تلتفت إلا إذا أردت أن تسأل نفسك سؤالاً واحداً : هل أسير في الطريق الصحيح ؟
ولقد عرف الله قدرك فجعلك خليفته , فلا تستهين أنت بنفسك وترضى أن تكون قطعة شطرنج مبعثرة ...
احترامي ...
كما علمني د.مصطفى محمود رحمه الله كلما أردت أن أعيش عالمي الخاص صعدت في خيالي إلى الطابق الأخير لناطحة سحاب ونظرت إلى العالم من فوق !
هذه المرة رأيت العالم يمتد على قطعة شطرنج ولكن تلك القطعة لا تشبه القطعة التي تعودت على رؤيتها منذ الطفولة !... فتلك سكانها مرتبون كل في مكانه المثالي , بينما ما شاهدته أنا ففوضى عارمة !
لم أجد أحداً في مكانه إلا من رحم ربي , كل يجلس في مكان أحد غيره وبالتالي "لا نجاح ... لا إتقان ... لا إبداع ... حتى لا مصداقية " ...
رشا تستنشق الهواء وحب علم الاحياء فلماذا هي في كلية الفنون ؟ أحمد مبدع في اللغات فماذا يفعل في كلية الطب ؟ وتلك تستطيع أن تكون أمهر مهندسة فلماذا هي في كلية التجارة ؟
ما هذه الفوضى العجيبة ... ما هذا المزيج المبعثر حد المرض ؟
الإنسان يستطيع أن ينجح في تخصص لا يحبه ولكنه لا يستطيع أن يبدع فيه ...هذا ما أؤمن به أنا شخصياً ..
فلماذا نصر على أن نبقى متمسكين بصنم العادات والتقاليد القاتل ...
ولماذا على كل من يحصل على معدل فوق ال 95 % أن يدخل كليتي الطب والهندسة ؟
ولماذا قمنا نحن بوضع دائرة حول كليات لنسيمها كليات القمة وهمشنا ما تبقى من كليات ؟!
ولماذا لم نعد نرى الشخص بإتقانه وبتميزه بل أصبحنا نحكم على مستواه ومركزه من خلال تخصصه الذي يدرسه في الجامعة ؟
ما أسخفنا عندما أصبحنا نلهث وراء الألقاب فدمرنا أنفسنا باسم كليات القمة !
التقيت بإحدى الفتيات في الحافلة ذات يوم فدار بيننا نقاشاً سألتها من خلاله ماذا تدرسين ؟ فقالت بصوت منخفض " فنون " فقلت بصوت مليء بالثقة والسعادة " ما شاء الله .. أنت إذاً حلقة وصل رائعة بين المثقف والعامي من الناس فأنت ممن يجسدون الأفكار النيرة ليسهل فهمها على العوام من الناس .. رائع حقاً " نظرت إلي الفتاة نظرة يملؤها الذهول ! ربما لأني أول من لا يبدي الأسى والحزن على تخصصها الغريب " ف ن و ن !! ".
لماذا يفني الشباب أعمارهم في تخصصات وأعمال لا يحبونها ؟
" سؤال ممتاز ! "
الإجابة في الحقيقة تتمحور حول أسباب عديدة من أهمها :
1-عدم اهتمام معظم البيوت العربية أو إيمانهم بتنمية المواهب والهوايات فتضيع هباءاً.
2-عدم توجيه المدرسة للطلاب واعتمادها على مسار التلقين .. إحفظ تنجح ! ...
3-ارتباط مبدأ أن الفرع العلمي " للطلبة المتفوقين " والأدبي (العلوم الإنسانية ) للطلبة الأقل تفوقاً !!
4-اختيار التخصص بناءاً على المعدل ورغبة الأهل وليس بناءاً على الحب الشخصي للتخصص !
5-الكثيرون يقولون بأنهم لا يعروفن ماذا يريدون حتى لو أعطوا الحرية في الاختيار !
6-تنفير المجتمع من التخصصات المهنية والنظر إليها بنظرة دونية فلا يتم التفكيربها أساساً فتنحصر المجالات أمام الشباب.
7-قلت التخصصات وعدم تنوعها .
8-وجود بعض التخصصات النادرة ولكن عدم ارتباطها بفرص عمل بعد التخرج.
9-عدم توفر الدخل الكافي لتخصصات مكلفة أحياناً . ..
كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى تبعثر قطعة الشطرنج حتى لم يعد أحد في مكانه المثالي " إلا ما ندر " !
وأرى بأن أكثر هذه الأسباب شيوعاً " السير وراء ثقافة المجتمع وعدم اكتشاف الذات ! "
سئل يوماً د.طارق سويدان : ما هو الاستثمار الأمثل لطاقة الشباب ؟ قال : "عندما يكون التخصص الدراسي هو نفسه مجال العمل هو نفسه مجال التطوع ... ".
بغض النظر عن امكانية تحقيق هذه المعادلة ...
كل ما اريد أن أقوله من خلال هذه التدوينة :
1- لا تدرس شيء لا تحبه ... " والسير وراء رغبة الأهل في اختيار التخصص ليس من بر الوالدين ! " .
2- لا تعمل بشيء لا تحبه ...
3- لا ترض أن تكون شخص يعيش بدون أن يعرف هواياته ويمارسها ...
4- لا ترض أن تعيش حياتك بأكملها وأن لست بموقعك الصحيح ...
ما زال في جعبتي الكثير ولن أكتفي بما قلت بل سأقدم حلول عملية لكل من الطالب والعامل ...
طرق ستساعد الجميع على معرفة مواقعهم والموازنة بين تخصصاتهم وهواياتهم وأعمالهم...
في الجزء الثاني من هذه التدوينة إن شاء الله :)
وأريد أن أختم بأن أقول لك :
لا تقف ... لا تلتفت إلا إذا أردت أن تسأل نفسك سؤالاً واحداً : هل أسير في الطريق الصحيح ؟
ولقد عرف الله قدرك فجعلك خليفته , فلا تستهين أنت بنفسك وترضى أن تكون قطعة شطرنج مبعثرة ...
احترامي ...
11 التعليقات:
موضوع يستحق المناقشة..،!!
أسلوبكِ في طرحه جميل جداً..
إن شا الله تصل كلماتك لمن يحتاجها..
حتى يقف لمرة..ويقول لأهله أنه يستطيع أن يبدع في المجال الذي يختاره هو..
بالطبع..يجب أن يثبت لهم أنه قد كبر، بتصرفاته،،
فغالباً ما يظن الأهل أن ابنهم ما زال صغيراً..ولا يستطيع أن يختار شيئاً يضمن له النجاح في المستقبل!
تحيّاتي لكِ أيتها الرائعة..
ننتظر الجزء الثاني..
أحبّكِ في الله..=)
بداية رائعة وجذابة وموفقة جدا في التعبير والتشويق ..فعلا مع ك حق..لو اكتفيت بالفقرة الاولى دون الباقي لاكتفيت بها .. لفتة ونظرة جميلة وتستحق الاحترام واوافقك كل الرأي فيها
ابدعتي صديقتي كالعاده ...:)
كل ما ذكرتيه حقيقي وواقعى ..فنحن لاندرس تخصص معين لاننا نحبه بل لان اهلك ربما يريدون ..او ازا درستى هذا او هذاك ..لايوجد له شغل بعد التخرج او انتى جايبه هالمعدل وبدك تدرسي اشئ زيك زي غيرك لازم يكون في تميز عن غيرك .
..فكل انسان يتجه لشئ لا يحبه وهذا ما يجعل مجتعنا غير مبدع ...ولكن بعد ما دخلنا جامعه وما فينا نغير تخصصنا ...اعتقد علينا شئ من 2..
اما انو نحاول نحب تخصصنا عشان نقدر نبدع فيه,وهذا ما احواله الان .
او شهاده الجامعه لا تعنى شئ ممكن انو نكون قد استفدنا منها لذاتنا ..وممكن نعمل في مجال اخر نبدع فيه اكثر ونتميز .
تحياتي ^_^
فعلا والله كلام صح 100% أغلب الطلاب بدرسوا تخصصات بعيدة عن رغباتهم وما تنسي بالاضافةللاسباب اللي حكتيها ...انو الجامعات بتحددلك تخصص بناء على معدلك التوجيهي ...فمن وين راح ييجي الابداع ؟!؟!!!! التصميم والكلام رائع استمري الوء...موفقة
عندما تقف نظرة المُجتمع لمن يدخل تخصص الأدبِي، في وجه الكثِير. عندما تقف رغبات الوالداين كالجدار ْ في وجه الأبناء.
كلاماتكِ وصلتْ، وأنا في السنّة القادمه سأختار إما الأدبِي/العلمِي، وحتماً سأختار ما يتناسبُ مع رغباتِي و مواهِبي وقُدراتِي.
شُكراً لكِ،
في آنتظار الجزء الثانِي :)
هل أسير في الطريق الصحيح ؟
سؤال أطرحه على نفسي كل يوم ..
موفقة اختي في اجاباتك بالرقعة :)
بانتظار الجزء الثاني
كلي فخر بكِ صديقتي الرائعه
فعلا تفكيرك اصبح مما ندر هذه الايام
وهو منطقي وصحيح 100% , كلامك سليم جدا
و اسمحي لي بان اشارككم بتجربتي الشخصيه .. عندما كنت في المدرسة في الثانوية كنت افكر دائما في الطب لانه التخصص القمة و لانني ارى ان الاطباء هم صنف ثالث من البشر عند الجميع اناس مميزون ناجحون الكل يحترمهم و يقدر عقولهم بينما بداخلي كان هناك صوت دائم نحو الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فعلا منذ صغري وانا ادافع عن حقوقهم ، اغضب غضب حقيقي عندما يحاول احدهم التقليل من قيمة المعاقين، كنت ابدع عندما اتطوع بالعمل معهم و كنت ايضا اعشق الرسم و الاعمال الفنية بحيث يمكن ان يذهلني عمل فني لمده 10 دقائق و اكثر امامه .. بعد نتائج الثانوية العامه حزنت يومان لانني لن ادرس طب و لن اكون من الطبقه ( القمه ) في المجتمع ثم وجهتني معلمه تربية خاصه في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة نحو العلاج الوظيفي حيث انها ترى بي نموذجا مثاليا للعمل مع ذوي الاجتياجات الخاصه .. اخذني التفكير طويلا ثم و الحمد لله ها انا ابدع كل يوم اكثر في مجال دراستي و التطبيق العملي .. برغم صعوبة التخصص الا انني مستمتعه جدا به و لي ان شاء الله نية بدراسة الفنون بعد التخرج لانه ما زال ( امنية في القلب)
انا اؤيد نصيحتك للجميع جدا بأن يدرس الانسان ما يريده ويحبه فقط ! ان لا يتقيد برغبه والديه لانه ليس برا و بالمناسبة اعجبني تعليقك هذا جدا ..
صديقتي فعلا انك رائعه اتمنى ان تحققي كل ما يجول في رأسك
لانه سينفع المجتمع كثيراا
اتحفينا دائما !! ولا تتواني ابداً
Tasneem ~Al-Jubeh
بارك الله فيك حفظك
تدوينة قيمة وللأسف
اليوم بات التخصص محدد
لدى الطلاب وأحيانا لا يكون
ما يرغبون فيه متاحا لهم
أعانهم الله ويسر لهم
كلام جميل وبجد استمري ..... كلامك رائع و مقنع 100% وانا متاكدة انو وراء هذا الانجاز والفكر المليئ بالايمان اسرة واب رائع .... :)
براء ... وأنا أحبك في الله شكراً جزيلاً صديقتي :) ..
رهف لكلماتك وقع خاص ... تحية قلبية :)
اسلام ان شاء الله سأتكلم عن ذلك في الجزء الثاني .. لا تحرميني حروف قلمك يا فارسة ..
ايمان شكراً على التشجيع يا أغلى الناس :)
هناء أتمنى لك كل التوفيق صديقتي المميزة ...
أخ أحمد ان شاء الله تختار الطريق الصحيح والمميز دائماً.. شكراً على المتابعة
تسنيم قرأت ردك بعناية ... رائع ومميز كصاحبته :) حروفك زينت المدونة .. تحياتي صديقتي ...
خولة ان شاء الله سأتطرق للحلول بالجزء الثاني ... شكراً جزيلاً على مشاركتك :)
نريمين شكراً صديقتي .. تحياتي لك :)
الصراحة كلام رووووووووووووعة جدا :) شكرا كثير لكل من اسهم في هذه الرسالة التي أثرت في قلبي كثير :) عنجد شكرا
إرسال تعليق