فكرة عظيمة .. لم تأت من فراغ ..
بل جاءت بعد عشرات المواقف والنقاشات التي تعرضت لها !...
وقد ألحت الفكرة علي لدرجة أنها جعلتني أذهب وأقرع باب العديد من المكتبات بحثاً عن ..
نساء غيرن التاريخ !!
فرحلتي التي بدأت مع كتاب (نساء فاضلات) لعبد البديع صقر جعلتني أتعرف على الكثير من المبدعات والفارسات والعالمات والعابدات.. ولا أعرف تماماً متى ستنتهي الرحلة .. كل ما أتمناه حقاً .. هو أن أحذو أنا وكل فتاة لديها عقل وقلب وضمير حذو هؤلاء العظيمات..
أنا يا سادة فتاة أؤمن بقانون لن يتغير ما دامت على هذه الأرض حياة :
فهيا بنا لنتعرف على نساء وضعن في العالم بصمة ..
فاطمة بنت محمد الفهري تأسس أول جامعة في العالم !
فاطمة بنت محمد الفهري المكناة "بأم البنين" هي التي قامت بتأسيس أول جامعة في العالم والمعروفة باسم "جامعة القرويين" في مدينة فاس المغربية عام 859 ميلادي.
وقد حولت هذه الجامعة مدينة فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية ذائعة الصيت كقرطبة وبغداد في وقتها .
عرفت فاطمة بالتقوى والزهد والورع والمهارة والذكاء كما كانت عالمة بأمور البناء وأصول التشييد. تزوجت وهي فتاة صغيرة وورثت مالاً وفيراً عن والدها وزوجها، وبعد أن فكرت كثيراً بكيفة استخدام هذا المال لنفع الأمة، قررت بناء "جامع القرويين" والذي تحول مع الأيام إلى أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب الأقصى !
تخرج من هذه الجامعة العديد من علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزاً للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة !!
كما ودرّس في جامعة القرويين الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري ، وزارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودون النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو فيها .
لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في (المسجد \ الجامعة) قائمة إلى الآن، وتعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي ..
خولة بنت الأزور فارسة مقدامة ومحاربة بارعة..
أسر أخوها ضرار في إحدى وقعات العرب مع الروم فحزنت لأسره حزناً شديداً...
ومن وقعاتها أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل حمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وعرض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف ..
فقلق عليه المسلمون وقد أثبت ذلك الفارس شجاعته لدرجة أن رافع بن عميرة قال : "ليس هذا الفارس إلا خالد بن الوليد !"، ثم أشرف خالد عليهم. فقال رافع: من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته؟
فقال خالد: "والله إنني أشد انكاراً منكم ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله !".
فلما أقبل الفارس صاح خالد والمسلمون لله درك من فارس اكشف لنا عن لثامك فمال عنهم لم يخاطبهم وانغمس في الروم..فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك من أنت ؟
فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال :
"إنني يا أمير لم أعرض عنك إلا حياء منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور .
فقال لها من أنت ؟ فقالت : خولة بنت الأزور ".
ومن وقعاتها الشهيرة التي أظهرت فيها بسالة عظيمة وفروسية نادرة وقعة (صجورا) وقد أسرت النسوة في تلك الوقعة ، فجمعت خولة النساء وقامت فيهمن خطيبة وقد كانت من ضمن المأسورات فقالت: "أترضين لأنفسكن علوج الروم ويكون أولادكن عبيداً لأهل الروم فأين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن أحياء العرب ومحاضر الحضر وإني أراكن بمعزل عن ذلك وإني أرى القتل عليكن أهون من هذه الأسباب".
فقاتلت خولة والنساء من ورائها قتالاً شديداً حتى استخلصت النسوة من يد الروم.
نفيسة صاحبة الورع والصلاح تتصدى لحاكم مصر الظالم وتقلب حاله !
كنت أقرأ في سيرة هذه الفاضلة .. فأجدني أقف عند كل فقرة وأقول " الله .. الله .. " لدرجة أنني بدأت أقرأ الصفحات بصوت مرتفع ليسمع أهلي تلك الكلمات العطرة !!
تلك العظيمة الفاضلة هي نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن أبي طالب ..
حفظت السيدة نفيسة القرآن الكريم وتفسيره، وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار، وكانت لا تأكل إلا في كل ثلاث ليال أكلة واحدة ، وحجت 30 مرة !
وعندما كانت تحج كانت تتعلق بأستار الكعبة وتبكي بكاء شديداً وتقول : "إلهي وسيدي ومولاي متعتي وفرحتي برضاك عني" ..
تقول زينب بنت يحيى المتوج : " خدمت عمتي نفيسة 40 سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار !
فقلت لها : أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: " كيف أرفق بنفسي وقدامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون ! " ..
أما حكايتها مع الحاكم الظالم فهي كالتالي:
لما ظلم حاكم مصر في عهدها استغاث الناس من ظلمه وتوجوها إليها يشكونه إليها . فما كان منها إلا أن وقفت بطريقه وأعطته رقعة مكتوب عليها التالي :
" ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم فعسفتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم.. هذا وقد علمتم أن (سهام الأسحار) نافذة وغير مخطئة لاسيما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها .. فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم !!
اعملوا ما شئتم فإنا صابرون... وجوروا فإنا بالله مستجيرون .. واظلموا فإنا بالله مستجيرون .. واظلموا فإنا إلى الله متظلمون .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ".
فعدل الحاكم لوقته !!
كانت السيدة نفيسة ذات مال وإحسان إلى المرضى .. وكانت تحسن إلى الإمام الشافعي وعندما توفى دخلت فصلت عليه .. كما أن الإمام إحمد بن حنبل طلب منها أن تدعو له ..
عندما مرضت السيدة نفيسة حفرت قبرها بيدها في بيتها ، فكانت تنزل فيه وتصلي كثيراً وما برحت تنزل فيه وتصلي وتقرأ كثيراً وتبكي بكاء عظيماً حتى احتضرت سنة 208 هجرية وهي صائمة فألزموها بأن تفطر وألحوا عليها..
فقالت : " واعجبا .. منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أأفطر الآن ؟! " ..
ثم قرأت سورة الأنعام وكان الليل قد هدأ فلما وصلت إلى قوله تعالى: " لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون " توفاها الله ..
....................................
بل جاءت بعد عشرات المواقف والنقاشات التي تعرضت لها !...
وقد ألحت الفكرة علي لدرجة أنها جعلتني أذهب وأقرع باب العديد من المكتبات بحثاً عن ..
نساء غيرن التاريخ !!
لا أعرف تماماً هل كنت أبحث عن نفسي .. أم أبحث عن نساء وضعن في العالم بصمة ! ...
كل ما أعرفه أنني سعيدة .. بل (سعيدة جداً) بالتعرف على هؤلاء الرائعات عن كثب..
فرحلتي التي بدأت مع كتاب (نساء فاضلات) لعبد البديع صقر جعلتني أتعرف على الكثير من المبدعات والفارسات والعالمات والعابدات.. ولا أعرف تماماً متى ستنتهي الرحلة .. كل ما أتمناه حقاً .. هو أن أحذو أنا وكل فتاة لديها عقل وقلب وضمير حذو هؤلاء العظيمات..
أنا يا سادة فتاة أؤمن بقانون لن يتغير ما دامت على هذه الأرض حياة :
( لا نهضة ... بلا إمرأة صاحبة مبدأ وهدف ورسالة وغاية في الحياة !!)
لا تحلموا بحضارة .. بدون امرأة تعي دورها بحق !
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
فهيا بنا لنتعرف على نساء وضعن في العالم بصمة ..
فاطمة بنت محمد الفهري تأسس أول جامعة في العالم !
فاطمة بنت محمد الفهري المكناة "بأم البنين" هي التي قامت بتأسيس أول جامعة في العالم والمعروفة باسم "جامعة القرويين" في مدينة فاس المغربية عام 859 ميلادي.
وقد حولت هذه الجامعة مدينة فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية ذائعة الصيت كقرطبة وبغداد في وقتها .
عرفت فاطمة بالتقوى والزهد والورع والمهارة والذكاء كما كانت عالمة بأمور البناء وأصول التشييد. تزوجت وهي فتاة صغيرة وورثت مالاً وفيراً عن والدها وزوجها، وبعد أن فكرت كثيراً بكيفة استخدام هذا المال لنفع الأمة، قررت بناء "جامع القرويين" والذي تحول مع الأيام إلى أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب الأقصى !
تخرج من هذه الجامعة العديد من علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزاً للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة !!
كما ودرّس في جامعة القرويين الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري ، وزارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودون النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو فيها .
لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في (المسجد \ الجامعة) قائمة إلى الآن، وتعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي ..
صورة لجامعة القرويين التي أسستها فاطمة الفهري في ميدنة فاس-المغرب
خولة بنت الأزور فارسة مقدامة ومحاربة بارعة..
أسر أخوها ضرار في إحدى وقعات العرب مع الروم فحزنت لأسره حزناً شديداً...
ومن وقعاتها أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل حمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وعرض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف ..
فقلق عليه المسلمون وقد أثبت ذلك الفارس شجاعته لدرجة أن رافع بن عميرة قال : "ليس هذا الفارس إلا خالد بن الوليد !"، ثم أشرف خالد عليهم. فقال رافع: من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته؟
فقال خالد: "والله إنني أشد انكاراً منكم ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله !".
فلما أقبل الفارس صاح خالد والمسلمون لله درك من فارس اكشف لنا عن لثامك فمال عنهم لم يخاطبهم وانغمس في الروم..فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك من أنت ؟
فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال :
"إنني يا أمير لم أعرض عنك إلا حياء منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور .
فقال لها من أنت ؟ فقالت : خولة بنت الأزور ".
ومن وقعاتها الشهيرة التي أظهرت فيها بسالة عظيمة وفروسية نادرة وقعة (صجورا) وقد أسرت النسوة في تلك الوقعة ، فجمعت خولة النساء وقامت فيهمن خطيبة وقد كانت من ضمن المأسورات فقالت: "أترضين لأنفسكن علوج الروم ويكون أولادكن عبيداً لأهل الروم فأين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن أحياء العرب ومحاضر الحضر وإني أراكن بمعزل عن ذلك وإني أرى القتل عليكن أهون من هذه الأسباب".
فقاتلت خولة والنساء من ورائها قتالاً شديداً حتى استخلصت النسوة من يد الروم.
نفيسة صاحبة الورع والصلاح تتصدى لحاكم مصر الظالم وتقلب حاله !
كنت أقرأ في سيرة هذه الفاضلة .. فأجدني أقف عند كل فقرة وأقول " الله .. الله .. " لدرجة أنني بدأت أقرأ الصفحات بصوت مرتفع ليسمع أهلي تلك الكلمات العطرة !!
تلك العظيمة الفاضلة هي نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن أبي طالب ..
حفظت السيدة نفيسة القرآن الكريم وتفسيره، وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار، وكانت لا تأكل إلا في كل ثلاث ليال أكلة واحدة ، وحجت 30 مرة !
وعندما كانت تحج كانت تتعلق بأستار الكعبة وتبكي بكاء شديداً وتقول : "إلهي وسيدي ومولاي متعتي وفرحتي برضاك عني" ..
تقول زينب بنت يحيى المتوج : " خدمت عمتي نفيسة 40 سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار !
فقلت لها : أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: " كيف أرفق بنفسي وقدامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون ! " ..
أما حكايتها مع الحاكم الظالم فهي كالتالي:
لما ظلم حاكم مصر في عهدها استغاث الناس من ظلمه وتوجوها إليها يشكونه إليها . فما كان منها إلا أن وقفت بطريقه وأعطته رقعة مكتوب عليها التالي :
" ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم فعسفتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم.. هذا وقد علمتم أن (سهام الأسحار) نافذة وغير مخطئة لاسيما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها .. فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم !!
اعملوا ما شئتم فإنا صابرون... وجوروا فإنا بالله مستجيرون .. واظلموا فإنا بالله مستجيرون .. واظلموا فإنا إلى الله متظلمون .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ".
فعدل الحاكم لوقته !!
كانت السيدة نفيسة ذات مال وإحسان إلى المرضى .. وكانت تحسن إلى الإمام الشافعي وعندما توفى دخلت فصلت عليه .. كما أن الإمام إحمد بن حنبل طلب منها أن تدعو له ..
عندما مرضت السيدة نفيسة حفرت قبرها بيدها في بيتها ، فكانت تنزل فيه وتصلي كثيراً وما برحت تنزل فيه وتصلي وتقرأ كثيراً وتبكي بكاء عظيماً حتى احتضرت سنة 208 هجرية وهي صائمة فألزموها بأن تفطر وألحوا عليها..
فقالت : " واعجبا .. منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أأفطر الآن ؟! " ..
ثم قرأت سورة الأنعام وكان الليل قد هدأ فلما وصلت إلى قوله تعالى: " لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون " توفاها الله ..
....................................
مصدر قصتي السيدة نفيسة، والسيدة خولة بنت الأزور كتاب "نساء فاضلات" لعبد البديع صقر
تنقلها لكم،
آلاء سامي
2 التعليقات:
"وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون"
استمرى أختى ..اكتبى ..واعملى
في انتظار أن نرى جميل عملك في الصفحات الكبرى للتاريخ
إرسال تعليق