هذه التدوينة أهديها ل ... آلاء سامي ...
ما بك يا فتاة ؟
أراك أصبحت ضحية للصدمات !
أين ذهبت كل قصص النجاح التي كنت تقرئين كلماتها .. بل وتحدثين الناس عنها ؟
هل كنت تعتقدين بأن الواقع سيكون بجمال أحلامك ؟
لو كان بجمال أحلامك إذاً...
لماذا يبكي ذلك الطفل ؟ ولماذا ترتسم ملامح قاسية على وجه ذلك الشاب ؟ ولماذا لم تشاهدي ابتسامة على وجه جارتك الشابة يوماً ؟
هل ستسمحين لنفسك بأن تكوني مجرد رقم ...
ضحية "واقع " رقم ............ ؟ .
أين ذهبت تلك الابتسامة ؟
أنت من أكثر الناس الذين يعلمون حجم التعقيدات التي تعيش بها الأمة ...
احتلال ...عالم أفكار شبه عقيم ... مصالح ... رسميات ... سطحية ...
لماذا عندما أصبحت تقفين أمام الحياة وجهاً إلى وجه... بدأت تسمحين لابتسامتك بالتلاشي ؟ ...
مع أنك أنت التي كنت ترددين بأن "ابتسامتك " هي سلاح سيواجه أصعب مواقف الحياة تعقيداً ...
ماذا كنت تتوقعين ؟
-هل كنت تتوقعين بأن الحياة كلها لحظات فرح ؟
-هل كنت تتوقعين بأن الطلاب في المدارس ينتظرونك ليتناقشوا معك بمواضيع النهضة ؟
على فكرة شاهدتك عندما ذهبت لتدربي أحد الصفوف في إحدى المدارس على " أساسيات النجاح " وبعد أول ربع ساعة أخفيت البطاقة التي كنت قد كتبتي عليها " من يستطيع منكم أن يحدثنا عن توكل كرمان ؟!! " :) .
-هل كنت تتوقعين بأنك ستجدين عملاً "كما تريدين بالضبط " بعد شهرين من التخرج ؟
-هل كنت تعتقدين بأن ميلاد الحضارات يكون بدون صرخات من الألم والتعب والجهد والدماء ؟
أظن بأنك كنت تعرفين أن القمة تحتاج إلى الحفر على الصخر ..فماذا حدث الآن ؟
لماذا كل هذا الألم ؟
وأنت تسيرين في زقاق القدس ... سمعتك تتحدثين مع نفسك وتقولين ...
"لماذا علينا أن نتحمل كل هذا الألم ! " ...
"لماذا لم يخلقنا الله لنعيش سعداء على الأرض ثم نرحل إلى الجنة ونعيش بسعادة أكبر وينتهي السيناريو! " .
"لماذا يصر الناس على أن يروا الحياة بصورة أو صورتين مع أن الحياة واسعة جداً وبها الكثير من الصور الرائعة !".
"لماذا لا يريد الناس تجاوز حدود إداركهم ؟ ".
"لماذا يعيش الكثيرون في مرض ... أو أسر ... أو جهل ... أو فقر ؟".
سمعتك تسألين مع أنني أدرك تماماُ بأن لديك إجابات مقنعة لكل ما عصف بذهنك وحرك مشاعرك ووجدانك !..
الولادة الثالثة للذات ..
أنت تمرين الآن بمرحلة "الولادة الثالثة للذات "(1) وهذه الولادة تحمل الكثير من الغموض ... لأن معظم الأسئلة التي تطرح خلالها قد لا تحمل إجابات شافية ... والكثير منها مسطر بعالم الغيب ....
وكلما وصل الإنسان لمرحلة أعمق كلما صعبت الأسئلة والإجابات ..
منها ما يحتاج الكثير من الإرادة والجهد والتعب والقراءة والتجربة ...
منها ما يحتاج إلى الحكمة ...
ومنها ما يحتاج إلى الصبر والتروي ..
هذه الولادة لو تمت بنجاح ستُخرِج من رحمها إنسان حكيم و راقي ...
فلماذا أراك مستعجلة كل هذا الاستعجال ؟
نصائح فيلسوف ..
يا أنا ...
عليك أن تكوني أصلب ... وعليك أن تتحملي أكثر ...
وإلا كنت رقماً محطماً جديداً ...
الحياة هي " الاختبار الأعظم " ... السعادة والمثالية البحته هناك ... -أنظري إلى السماء-
أما هنا ...
فاختبار عظيم للجميع .. يقول الله تعالى " ولا تنس نصيبك من الدنيا " , ولكن لا تنس أيضاً بأن الدنيا اختبار وخلافة وتحدي...
يا أنا ...
تذكري : " لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها " , " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " , " فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " , " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب " ...
يا أنا ...
يعرف الناس قصص النجاح عادة ... ولكنهم لا يعرفون ما يحدث وراء الكواليس ! ..
والتحدي هو مكان الولادة الأعظم ...
كوني عظيمة !
يا أنا ...
نحن كبشر علينا أن نفهم ... نجتهد ... نفعل ...
وفي المراحل الثلاثة علينا أن نكثر من الدعاء ...
أما النتائج فعلى الله ...
علينا أن نقييم النتائج فربما يكون هناك خطأ ما سببه نحن ...
حينها نصحح المسار ..
وإذا لم يكن كذلك ..
نصبر ونبتسم وننتظر كلمات الله وحكمته ...
يا أنا ...
سأهديك ثلاث قصائد وأغنية ...
إفهميها جيداً ... وابتسمي ..
وعديني بأن تكوني أقوى ....
الأولى (2) :
الثالثة (4) :
يا أنا ...
"فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ... "
كان حديثاً مع الذات .. ولكنه خرج بصوت مرتفع قليلاً ..
آلاء سامي
2011 -10 -25
..............................................................................................
(1) الولادة الثالثة للذات : حدثت معي الولادة الأولى في الصف التاسع بعد برنامج ونلقى الأحبة الذي قدمه د.عمرو خالد على قناة إقرأ الفضائية , والولادة الثانية استمرت (4) سنوات وكانت خلال فترة الجامعة , أما الولادة الثالثة فبدأت بعد التخرج وهي مستمرة للآن.
(2) القصيدة لإيليا أبو ماضي وهي بعنوان "ابسمي" .
(3) القصيدة لإيليا أبو ماضي وهي بعنوان " الحجر الصغير" .
(4) هذه كلمات مالك بن نبي في مقدمة كتابه "شروط النهضة".
ما بك يا فتاة ؟
أراك أصبحت ضحية للصدمات !
أين ذهبت كل قصص النجاح التي كنت تقرئين كلماتها .. بل وتحدثين الناس عنها ؟
هل كنت تعتقدين بأن الواقع سيكون بجمال أحلامك ؟
لو كان بجمال أحلامك إذاً...
لماذا يبكي ذلك الطفل ؟ ولماذا ترتسم ملامح قاسية على وجه ذلك الشاب ؟ ولماذا لم تشاهدي ابتسامة على وجه جارتك الشابة يوماً ؟
هل ستسمحين لنفسك بأن تكوني مجرد رقم ...
ضحية "واقع " رقم ............ ؟ .
أين ذهبت تلك الابتسامة ؟
أنت من أكثر الناس الذين يعلمون حجم التعقيدات التي تعيش بها الأمة ...
احتلال ...عالم أفكار شبه عقيم ... مصالح ... رسميات ... سطحية ...
لماذا عندما أصبحت تقفين أمام الحياة وجهاً إلى وجه... بدأت تسمحين لابتسامتك بالتلاشي ؟ ...
مع أنك أنت التي كنت ترددين بأن "ابتسامتك " هي سلاح سيواجه أصعب مواقف الحياة تعقيداً ...
ماذا كنت تتوقعين ؟
-هل كنت تتوقعين بأن الحياة كلها لحظات فرح ؟
-هل كنت تتوقعين بأن الطلاب في المدارس ينتظرونك ليتناقشوا معك بمواضيع النهضة ؟
على فكرة شاهدتك عندما ذهبت لتدربي أحد الصفوف في إحدى المدارس على " أساسيات النجاح " وبعد أول ربع ساعة أخفيت البطاقة التي كنت قد كتبتي عليها " من يستطيع منكم أن يحدثنا عن توكل كرمان ؟!! " :) .
-هل كنت تتوقعين بأنك ستجدين عملاً "كما تريدين بالضبط " بعد شهرين من التخرج ؟
-هل كنت تعتقدين بأن ميلاد الحضارات يكون بدون صرخات من الألم والتعب والجهد والدماء ؟
أظن بأنك كنت تعرفين أن القمة تحتاج إلى الحفر على الصخر ..فماذا حدث الآن ؟
لماذا كل هذا الألم ؟
وأنت تسيرين في زقاق القدس ... سمعتك تتحدثين مع نفسك وتقولين ...
"لماذا علينا أن نتحمل كل هذا الألم ! " ...
"لماذا لم يخلقنا الله لنعيش سعداء على الأرض ثم نرحل إلى الجنة ونعيش بسعادة أكبر وينتهي السيناريو! " .
"لماذا يصر الناس على أن يروا الحياة بصورة أو صورتين مع أن الحياة واسعة جداً وبها الكثير من الصور الرائعة !".
"لماذا لا يريد الناس تجاوز حدود إداركهم ؟ ".
"لماذا يعيش الكثيرون في مرض ... أو أسر ... أو جهل ... أو فقر ؟".
سمعتك تسألين مع أنني أدرك تماماُ بأن لديك إجابات مقنعة لكل ما عصف بذهنك وحرك مشاعرك ووجدانك !..
الولادة الثالثة للذات ..
وكلما وصل الإنسان لمرحلة أعمق كلما صعبت الأسئلة والإجابات ..
منها ما يحتاج الكثير من الإرادة والجهد والتعب والقراءة والتجربة ...
منها ما يحتاج إلى الحكمة ...
ومنها ما يحتاج إلى الصبر والتروي ..
هذه الولادة لو تمت بنجاح ستُخرِج من رحمها إنسان حكيم و راقي ...
فلماذا أراك مستعجلة كل هذا الاستعجال ؟
نصائح فيلسوف ..
يا أنا ...
عليك أن تكوني أصلب ... وعليك أن تتحملي أكثر ...
وإلا كنت رقماً محطماً جديداً ...
الحياة هي " الاختبار الأعظم " ... السعادة والمثالية البحته هناك ... -أنظري إلى السماء-
أما هنا ...
فاختبار عظيم للجميع .. يقول الله تعالى " ولا تنس نصيبك من الدنيا " , ولكن لا تنس أيضاً بأن الدنيا اختبار وخلافة وتحدي...
يا أنا ...
تذكري : " لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها " , " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " , " فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " , " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب " ...
يا أنا ...
يعرف الناس قصص النجاح عادة ... ولكنهم لا يعرفون ما يحدث وراء الكواليس ! ..
والتحدي هو مكان الولادة الأعظم ...
كوني عظيمة !
يا أنا ...
نحن كبشر علينا أن نفهم ... نجتهد ... نفعل ...
وفي المراحل الثلاثة علينا أن نكثر من الدعاء ...
أما النتائج فعلى الله ...
علينا أن نقييم النتائج فربما يكون هناك خطأ ما سببه نحن ...
حينها نصحح المسار ..
وإذا لم يكن كذلك ..
نصبر ونبتسم وننتظر كلمات الله وحكمته ...
يا أنا ...
سأهديك ثلاث قصائد وأغنية ...
إفهميها جيداً ... وابتسمي ..
وعديني بأن تكوني أقوى ....
الأولى (2) :
الثانية (3) :
الثالثة (4) :
وهذه هي الأنشودة :
يا أنا ...
"فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ... "
كان حديثاً مع الذات .. ولكنه خرج بصوت مرتفع قليلاً ..
آلاء سامي
2011 -10 -25
..............................................................................................
(1) الولادة الثالثة للذات : حدثت معي الولادة الأولى في الصف التاسع بعد برنامج ونلقى الأحبة الذي قدمه د.عمرو خالد على قناة إقرأ الفضائية , والولادة الثانية استمرت (4) سنوات وكانت خلال فترة الجامعة , أما الولادة الثالثة فبدأت بعد التخرج وهي مستمرة للآن.
(2) القصيدة لإيليا أبو ماضي وهي بعنوان "ابسمي" .
(3) القصيدة لإيليا أبو ماضي وهي بعنوان " الحجر الصغير" .
(4) هذه كلمات مالك بن نبي في مقدمة كتابه "شروط النهضة".
6 التعليقات:
إننـآ سُعداءْ وَ لكن لا ندري !
سُعدَاء إن طلبنـا السَعادة من أنفسنـا لا ممّا حولنآ
سُعدَاءْ إن كَانَت أفكارنـآ دائماً مع الله ، فَشكرنـآ كُلّ نِعمَة ،
وَ صَبرنـآ عَلى كل بَلِيَّة ، فِكنـآ رابحين في الحَالينْ ، ناجحين في الحياتيَن ..
لِ علي الطنطاوي
دمتي ودام ابداعك عزيزتي
وفقك الله لما يحبه ويرضاه ولنصرة دينه ان شاء الله
بصراحة انتي رائعة , ولكن وعكتك الصحية بسيطة ان شاء الله , كلنا نمر بهذه الوعكات , ولكن ستخرجين منها أفضل من قبل باذن الله طالما انك تفكرين بهذه الطريقة وبهذا الوعي
آلاء سليم
تطرقين أبواب نفسي بصوت مرتفع أيضاً يا فتاة :))
لا عليكِ يا آلاء ..أثق أنكِ الأقدر على تجاوز هذه المرحلة ،وانت الاقدر على صياغة الأجمل فيها ..
كما أفعل انا في هذه الأيام ..
كوني بخير يا رفيقتي .. ولا بد ان نكون :)
أبدعت أختى كعادتك فهذه الولادة أصعبهم ..لأن المولود هنا أكبر ليس بعمره ولا حجمه ولكن بأفكاره وطموحاته ..وسيكون المخاض قاسيا وربما يطول أيضا.. ولكن هناك ما اكتسب من خبرة بولادتين سابقتين ...فهم القاعدة التى تعود اليها المحاربين للتزود والاقلاع مجددا ...وكما قيل كلما عظم التحدى عظم الاستجابة
تكلمتُ مع ذآتي الكثـيـر !!
حتى بكيتُ بصرآخٍ " كّفـى يأس " !
لـكـن عندما أرى صديقآتٌ أمثآلكـِ يستمدون من أحنُآكهن إشرآقة المستقبل ,, ويشتدون الأزرَ بإرآدةٍ جبآرة !
أقولُ ..كيف يفكرون ؟!
وما الذي يستدعيهم للتمسك بتلك الارادة ؟! أهوَ عِشق الحُلُم ؟!
فأنا أيضا اعشق حلمي .. ولكن تهاجمني المشآعر ضد الإرآدة !!
" أتذكرين قصة القمصآن الخضر .. من وقت ما بعثتها لي للآن .. وأنا أُكرر مجرى تفكيرك .. أذهب إلى ما يجلب السعادة وإلى حيثً أجِدُ نفسي ..
أُهنِئـك .. تُبدعين في تفكيرك :) ومآ يتبعه من تنفيذ !!
جعل الله كلُّ ولإدةٍ انتشأتي من رحمـهآ أن تشهد لكَ يوم القيآمةِ بِحُسنِ العمل !
لأنني أحبّك .. يكفي دعآءٌ من وتر قلبي لاحتضان أحلآمك ..
دُمتـي مبدعة في قربنا هدية ,, بصحة جيدة بروحـك الندية .. ومني لـكِ أرقى التحية ..
^^ :)
كلماتكـ لامست قلبي أيتها الرائعة...
أشكركـ من الاعماقـ ...
وأجمل ما قرأت انكـِ تدرين مابكـِ فهذا هو بداية الحل ...
دائماً مبدعة ورائعة...
انتِ للتميز عنوان ^_^
وانطلقي ...
muna joulani
تألق و إبداع و كلام منظم مع الذات .. أراهن أنك ستكوني مثل د. عائض القرني الذي كتب في مقدمة كتابه "لا تحزن" أنه حينما يشعر بالحزن يتذكر أنه من كتب كتاب لا تحزن و يهرع إليه ليقرأه فيزول منه الحزن :) أراهن أن هذه التدوينة ستكون لكي بالمثل تعودين إليها كلما نسيتي إحدى توازونات هذه الدنيا لتقرأيها و تقرأي تذكيرك لنفسك فتبتسمي و تطمأني.. ما أجملها و ما أروعها و ما أصدقها
إرسال تعليق