على هذا الكوكب ... تعيش فتاة ... تختلف عن الكثيرين ... وجوهر الاختلاف هو بأنها ما زالت تحلُم ..
كانت دائماً تقول :
" لا أريد أن أحيا حياة عادية ...
سئمت الحياة الروتينية .. سئمت النسخ المتشابهة والبيوت المتشابهة والأبناء المتشابهون ...
الأرض واسعة والفرح كثير ... ولكن القوالب الجاهزة دمرت كل مثير ومدهش !
درس من الفلسفة على أحد الجبال هو هدية أغلى من ساعة من الألماس أو طوق من الذهب " ..
نظرت إلى السماء والتي ترى من خلالها قبسات من روحها ... ابتسمت ... ثم تابعت :
"من يبدأ الغوص في هذا العالم ... يعلم بأنه لم يخلق هنا ليكون مجرد نسخة مكررة بالية ...
بل هو هنا "خليفة لله على أرضه " !
أي في داخل صدره نفخة من روح خالق الأكوان ...
من يبدأ الغوص في هذا العالم ...
تنتابه حالة من المشاعر تدفعه للبحث عن الله دائماً في نفسه وفي ورقة شجر اللوز وفي لحن صوت الكروان ..
من يرى موقعه جيداً يدرك بأنه يعيش هنا لمهمة عظيمة سقفها البشرية جمعاء ...
الله لم يخلقنا فقط لنأكل ونشرب ونتكاثر ... الله لم يجبرنا على العيش بسيناريو واحد ...
نحن من فرضنا على أنفسنا طقوساً من صنعنا !
نحن من فرضنا على أنفسنا أن نكون نسخة مكررة ...
نحن من فرضنا على أنفسنا مراحل متشابهة وقمنا بإعطائها أعماراً محددة ، وحكمنا بالإعدام على كل من يفكر بتغيير الطريق أو حتى الإزاحة عنه ! ".
تنهدت ثم قالت :
"الناس على هذه الأرض يعشقون الطريق المرسوم ... ويصابون بالذعر عندما تطلب منهم أن ينظروا إلى الأشجار التي تتربع على أطرافه ...
الناس هنا يشعرون بالدوار كلما طرحت أمامهم شيئاً من الأسئلة الكبرى التي خلقنا أساساً من أجل البحث عن إجابات لها ..
فما تلبث أن تقول لأحدهم لماذا تعيش ؟ ماذا تريد أن تصنع على هذه الأرض ؟ إلى أين المصير ؟..
حتى تجده يمسك بطرف ثوبه ويضعه في أذنيه ثم يركض لينهي إصلاح باب البيت أو إعداد وجبة المساء ...
يا الهي كيف تستهوي الناس أحاديث الطعام والشراب والأسواق أكثر من الأحاديث التي تتحدث عن معنى الحياة !
هم معتادون على الاستيقاظ بطريقة ما ... والتحدث بطريقة ما ... وشراء الملابس بطريقة ما ... والتنزه بطريقة ما ... والصلاة بطريقة ما ... وعلى حب أنفسهم بطريقة ما !!
ثم بعد كل ذلك ... يجلسون ويتذمرون ...
يأتي يوم آخر والمدهش بأنك تجدهم يكررون الطقوس ذاتها ويتذمرون ...
وهكذا تدور الدائرة !
فتأتي أنت من بعيد مبتسم سعيد تقول لهم : ما رأيكم أن تفعلوا شيئاً مختلفاً علكم تصبحون سعداء؟ ...
والنتيجة عادة بأنك تنجو بأعجوبة من اتهامهم لك بالجنون والمراهقة واللاواقعية ! " .
أغمضت عينيها قليلاً .. ثم فتحتهما بإصرار وقالت :
" أحلم بأن أعيش لأحب الله أكثر.. ولأفهم جوهر الحياة أكثر ...ولأكتشف أسرار الكون بحب ...
أحلم أن أعيش لأبقى تلك اليد التي تأخذ بيد من حولها ليشاهدوا ذلك الجمال الذي يشع من من بين أسراب الطيور الحرة ..
ولدت وبيدي فرشاة ألوان ثم سمعت صوتاً يقول لي لك الفرصة كغيرك لترسمي ملامح التاريخ ..
وأنا أريد أن أحاول ..
بندول الحضارات يحلق بين الشرق والغرب ... وقد غاب عن بلادي لوقت طويل ..
لذلك قررت أن أذهب إلى هناك ... لأتسلق ذلك الحبل المنسدل من قلب السنن التاريخية ... وأدفعه بالفهم والعمل والإرادة حتى يعود ...
على قائمتي (5) أهداف لن يطيب لي نوم حتى أراهم حقيقة ".
ضحكت بصوت خافت ثم تابعت :
" الآن ستسمعي تلك الأصوات تردد نفس الكلمات ...
إنسانة غريبة ... لاواقعية ... تعيش بعالم من صنع الخيال ...
ربما ينعتوني بالمسكينة أو المتهورة أو أو ...
هذا لا يهم ...
فأحلامي ليست بالنهاية أحلامهم هم لا يرونها كل يوم ...
وبالتالي لا أستطيع أن أطلب منهم أن يصدقوها ..
كل ما أعرفه يا صديقتي أن الله خلقنا أحراراً حتى في عبادته ... لذلك علينا أن نجرب طرقاً جديدة ومختلفة .. فلربما نصل إلى حلول تجعلنا نحلق إلى مساحات جديدة لم نطأها من قبل ..".
ذهبت ... حاولت أن أنادي عليها ولكنها لم تلتفت ..
صرخت بأعلى صوتي وقلت : هل ستتحقق أحلامك ؟ هل ستتحقق أحلامك ؟
أجابتني وهي تنظر للسماء : "نعم !".
قلت لها ومن أين لك بكل هذا اليقين ؟
قالت لي : " هي نية وضعتها بين أكف الرحمن ... هناك فقط سأضمن بأنها ستحيا ... ستورق ... ستزهر ... ستكون ..
طالما أدخلنا الله إلى معادلتنا ... تأكدي بأنه سيهبها الحياة " .
ذهبت .. وغابت عن الأنظار ...
ولكن صوتها ما زال يشدو ...
وكلي يقين بأنه سيبقى ما بقيت الحياة ...
آلاء سامي
24-11-2011
كانت دائماً تقول :
" لا أريد أن أحيا حياة عادية ...
سئمت الحياة الروتينية .. سئمت النسخ المتشابهة والبيوت المتشابهة والأبناء المتشابهون ...
الأرض واسعة والفرح كثير ... ولكن القوالب الجاهزة دمرت كل مثير ومدهش !
درس من الفلسفة على أحد الجبال هو هدية أغلى من ساعة من الألماس أو طوق من الذهب " ..
نظرت إلى السماء والتي ترى من خلالها قبسات من روحها ... ابتسمت ... ثم تابعت :
"من يبدأ الغوص في هذا العالم ... يعلم بأنه لم يخلق هنا ليكون مجرد نسخة مكررة بالية ...
بل هو هنا "خليفة لله على أرضه " !
أي في داخل صدره نفخة من روح خالق الأكوان ...
من يبدأ الغوص في هذا العالم ...
تنتابه حالة من المشاعر تدفعه للبحث عن الله دائماً في نفسه وفي ورقة شجر اللوز وفي لحن صوت الكروان ..
من يرى موقعه جيداً يدرك بأنه يعيش هنا لمهمة عظيمة سقفها البشرية جمعاء ...
الله لم يخلقنا فقط لنأكل ونشرب ونتكاثر ... الله لم يجبرنا على العيش بسيناريو واحد ...
نحن من فرضنا على أنفسنا طقوساً من صنعنا !
نحن من فرضنا على أنفسنا أن نكون نسخة مكررة ...
نحن من فرضنا على أنفسنا مراحل متشابهة وقمنا بإعطائها أعماراً محددة ، وحكمنا بالإعدام على كل من يفكر بتغيير الطريق أو حتى الإزاحة عنه ! ".
تنهدت ثم قالت :
"الناس على هذه الأرض يعشقون الطريق المرسوم ... ويصابون بالذعر عندما تطلب منهم أن ينظروا إلى الأشجار التي تتربع على أطرافه ...
الناس هنا يشعرون بالدوار كلما طرحت أمامهم شيئاً من الأسئلة الكبرى التي خلقنا أساساً من أجل البحث عن إجابات لها ..
فما تلبث أن تقول لأحدهم لماذا تعيش ؟ ماذا تريد أن تصنع على هذه الأرض ؟ إلى أين المصير ؟..
حتى تجده يمسك بطرف ثوبه ويضعه في أذنيه ثم يركض لينهي إصلاح باب البيت أو إعداد وجبة المساء ...
يا الهي كيف تستهوي الناس أحاديث الطعام والشراب والأسواق أكثر من الأحاديث التي تتحدث عن معنى الحياة !
هم معتادون على الاستيقاظ بطريقة ما ... والتحدث بطريقة ما ... وشراء الملابس بطريقة ما ... والتنزه بطريقة ما ... والصلاة بطريقة ما ... وعلى حب أنفسهم بطريقة ما !!
ثم بعد كل ذلك ... يجلسون ويتذمرون ...
يأتي يوم آخر والمدهش بأنك تجدهم يكررون الطقوس ذاتها ويتذمرون ...
وهكذا تدور الدائرة !
فتأتي أنت من بعيد مبتسم سعيد تقول لهم : ما رأيكم أن تفعلوا شيئاً مختلفاً علكم تصبحون سعداء؟ ...
والنتيجة عادة بأنك تنجو بأعجوبة من اتهامهم لك بالجنون والمراهقة واللاواقعية ! " .
أغمضت عينيها قليلاً .. ثم فتحتهما بإصرار وقالت :
" أحلم بأن أعيش لأحب الله أكثر.. ولأفهم جوهر الحياة أكثر ...ولأكتشف أسرار الكون بحب ...
أحلم أن أعيش لأبقى تلك اليد التي تأخذ بيد من حولها ليشاهدوا ذلك الجمال الذي يشع من من بين أسراب الطيور الحرة ..
ولدت وبيدي فرشاة ألوان ثم سمعت صوتاً يقول لي لك الفرصة كغيرك لترسمي ملامح التاريخ ..
وأنا أريد أن أحاول ..
بندول الحضارات يحلق بين الشرق والغرب ... وقد غاب عن بلادي لوقت طويل ..
لذلك قررت أن أذهب إلى هناك ... لأتسلق ذلك الحبل المنسدل من قلب السنن التاريخية ... وأدفعه بالفهم والعمل والإرادة حتى يعود ...
على قائمتي (5) أهداف لن يطيب لي نوم حتى أراهم حقيقة ".
ضحكت بصوت خافت ثم تابعت :
" الآن ستسمعي تلك الأصوات تردد نفس الكلمات ...
إنسانة غريبة ... لاواقعية ... تعيش بعالم من صنع الخيال ...
ربما ينعتوني بالمسكينة أو المتهورة أو أو ...
هذا لا يهم ...
فأحلامي ليست بالنهاية أحلامهم هم لا يرونها كل يوم ...
وبالتالي لا أستطيع أن أطلب منهم أن يصدقوها ..
كل ما أعرفه يا صديقتي أن الله خلقنا أحراراً حتى في عبادته ... لذلك علينا أن نجرب طرقاً جديدة ومختلفة .. فلربما نصل إلى حلول تجعلنا نحلق إلى مساحات جديدة لم نطأها من قبل ..".
ذهبت ... حاولت أن أنادي عليها ولكنها لم تلتفت ..
صرخت بأعلى صوتي وقلت : هل ستتحقق أحلامك ؟ هل ستتحقق أحلامك ؟
أجابتني وهي تنظر للسماء : "نعم !".
قلت لها ومن أين لك بكل هذا اليقين ؟
قالت لي : " هي نية وضعتها بين أكف الرحمن ... هناك فقط سأضمن بأنها ستحيا ... ستورق ... ستزهر ... ستكون ..
طالما أدخلنا الله إلى معادلتنا ... تأكدي بأنه سيهبها الحياة " .
ذهبت .. وغابت عن الأنظار ...
ولكن صوتها ما زال يشدو ...
وكلي يقين بأنه سيبقى ما بقيت الحياة ...
آلاء سامي
24-11-2011
4 التعليقات:
صديقتي \.
قرأتُ مقالك مع كاسٍ من الشاي وقطة من رغيف الخبز و كأنكي أعطيتني أيضاً جرعة من الغلوكوز !
\. حيثُ أن طاقتي من الاحلام وصلت ذوتها الى معالي السماء
\. أنا أيضا اثق أنكِ ستصلين إلى المحطة وتركبي القطار &_^ .
صديقتي الغالية شكراً على تعليقك الجميل :) وجود اسمك هنا يكفيني لأبتسم وأثق بأحلامي أكثر !
حقق الله كل أمانيك وجعلك من أسعد خلقه
آلاء سامي
يخطُ المسـاءُ على نافذتي أُمنياتٍ تأبى إلا أنْ تُحلقَ إلى سمـاءٍ رحبة على جناحٍ منْ دُعاء ...
كلماتك تحاكي روحي ونفسي ..
وتدفع ذاك الحلم ليتجسد على ارض الواقع بقوة
تدوينه رائعه دمتي بتميييز
الأسئلة الأبرز التي لطالما يغفل الناس عن إجابتها أو حتى أنهم يتغاضون بقصد او دون قصد عن إجابتها..
إحنا ليش عايشين ؟ ومنشان شو عايشين ؟ وشو هدفنا في الحياة اللي إحنا عايشينها ؟ ونهايتنا كيف رح تكون ؟ وإيمتا ؟ وكيف إحنا بنحب إنها تكون هاي النهاية ؟ وبعد ما نموت شو اللي رح نحققه ؟
,,
تدوينة جميلة جداً آلاء
حقق الله كل أمانيكـِ وأحلامكـِ الجميلة :)
إرسال تعليق