بريق شمس

معظم الناس ينظرون إلى الأشياء التي تحدث ويقولون لماذا ؟ أما أنا فأنظر إلى الأشياء التي لم تحدث بعد وأقول لما لا

الناس ما بتحب الفلسفة !!

الناس لا يحبون الفلسفة !!


هي حقيقة حاولت عدم تصديقها لفترة ليست بالقليلة ..


ولكني مع الأيام أصبحت ألاحظ -بل وأتأكد- بأن  معظم من حولي لا يحبون الفلسفة أو الخيال الجامح ... كما أنهم لا يحبون المصطلحات الضخمة ولا المواضيع العميقة والمركبة ...


قليلون هم من يدركون قيمة هذه المواضيع ومدى تأثيرها على كل الأمور المحيطة بنا .


وهذا الأمر جعلني أفكر كثيراً ...


يا تُرى ما الحل ؟


هذه القلة بالنهاية ستنكمش على نفسها وستشعر بفجوة بينها وبين الآخرين وبينها وبين المجتمع ...


هذا ما سيحصُل في النهاية !


فهذه القلة تشعر بشيء عظيم تريد أن تقوله لمن حولها .. ومن حولها لا يريدون الاستماع !


ولا أعرف تماماً ما هو السبب !


ولكن بالنهاية يجب أن يكون هناك حلاً ما !




في رواية عالم صوفي الشهيرة - يُشبه الكاتب الفلاسفة بالطفل الصغير دائم الاندهاش من كل ما هو حوله و أمامه ..


كما أنه يأتي بتشبيه آخر - في الصفحات الأولى للرواية - فيُشبه الناس بمن يعيش داخل فراء الأرنب وينعم بالراحة والدفء والهدوء ويُشبه الفلاسفة بالأشخاص الذين تحرروا من الفراء وصعدوا على شُعيراته فأصبحوا يشاهدون مشاهد رائعة وجديدة ..


وبعد ذلك بأيام أصبحوا يصرخون من الأعلى ويتكلمون بكلمات علها تلفت انتباه من يعيشون في الأسفل ... ولكن وعلى غير المتوقع تماماً أصبح من في الأسفل يطلبون منهم أن يصمتوا ولا يعكروا عليهم صفو راحتهم !!


ومن هنا بدأت أفكر !

يا تُرى كيف يستطيع الفلاسفة أن يجذبوا من حولهم ويساعدوهم على صعود تلك الشُعيرات ليشاهدوا تلك المشاهد الجميلة ؟


ووصلت بالنهاية إلى أن أولئك الفلاسفة لو أمسكوا بقيثارة أو ناي أو عود أو أي آلة موسيقية محببة لقلوب الناس وأصبحوا يدندون كلماتهم على أوتارها لسمعهم الناس وصعدوا بكل حُب ...


أو أنهم لو أمسكوا بفُراشة مُلونة وأخذوا يرسمون صوراً تنسج بريق أفكارهم وأخذوا يلقونها من الأعلى لأمسكها الناس وأحبوا ألوانها وأفكارها وصعدوا وهم سعداء ...


لو أن أولئك الفلاسفة صنعوا أفلاماً متحركة على شكل كوميديا ساخرة أو على شكل دراما أخاذة وأهدوها للناس لتفاجؤوا من حجم المتسلقين لتلك الشُعيرات ..


لو أن أصدقائي الفلاسفة عبروا عن أفكارهم بطرق سهلة وبسيطة وجميلة .. ولو أنهم صاغوها على شكل رواية أو قصة لسمعهم من في الأسفل ...


فالناس تنفر من المصطلحات ... تنفر من المواضيع المركبة ... تنفر من الخيال الصاخب وهذه حقيقة !!


والفلاسفة لو بقوا لوحدهم على تلك الشُعيرات لن يستطيعوا التغيير وسيبقى العالم كما هو !


تحياتي
آلاء سامي

11-12-2011




1 التعليقات:

إياد أبو عرقوب 30 أغسطس 2012 في 10:57 ص  

السلام عليكم ..
لقد سررت بوصولي لهذه المدونة بالمصادفة ..
أعجبتني التدوينة وموضوعها ..
يبدو أني سأقضي وقتا طويلا هنا ^_^

إبحث في بريق شمس



Leave the world a little better than you found , take no more than you need , try not to harm life or environment...

مدونة بريق شمس. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
  • التاريخ خارطة البشرية التي تثرثر كثيراً عن أولئك الذين صنعوه ... ولا يمكن أن نتجاهل أبداً تلك الوجوه التي نحتت على الصخر صورها بينما كان البقية يتأملون وجوههم على صفحة الماء ! .. علا باوزير


    التدوين : هو أن تنظر إلى حدث عادي بنظرة غير عادية فتصنع منه حدثاً غير عادياً

    قال تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
  • مدونة لكل شباب النهضة ... لكل الشباب الذين قرروا أن يكونوا متميزين بدينهم وعلمهم وإبداعاتهم
    كل التحية والاحترام لكم
    آلاء سامي

حياتي كلها مهر لأمتي

حياتي كلها مهر لأمتي

إهداء من الصديقة نادية درويش

إهداء من الصديقة نادية درويش
:) من على متن الكتاب .. ومن أمام الشمس

يقظة فكر - معانقة الفكر مع الفن -

" هدية من فريقي المميز "عائلة إبداع

" هدية من فريقي المميز "عائلة إبداع
نرى ما لا يراه الآخرون

إعلام ينبض شباباً

إعلام ينبض شباباً
شارك لننقل الإعلام نقلة جديدة تمثلنا

أكاديمية إعداد القادة ... خطوة للأمام

" أبي الروحي " د.مصطفى محمود

" أبي الروحي " د.مصطفى محمود
كلمات هذا الرجل تدهشني

! قلمي يكتب هنا أيضاً

! قلمي يكتب هنا أيضاً
.أول مجلة تكنولوجية تصدر بالعربية في فلسطين

Facebook مدونتي على موقع ال


المتابعون

... إقرأ أيضاً

..بقلم

صورتي
اللهم إجعلني من مُجددات الأمة ... اللهم واجعل كلماتي تصل إلى الآفاق ~

عدد المشاهدات

أرشيف المدونة