كنت في طريق عودتي إلى البيت بعد أن قمت بإعطاء لقاء تدريبي حول موضوع ثقافة المتاح في المكتبة الختنية التي تتألق بكتبها الرائعة داخل المسجد الاقصى المبارك ...
وفي لحظة ما -وأنا أسير في ساحات المسجد العطرة- أشرقت روحي بفكرة جعلتني أبتسم للعالم أجمع :)
فكرت ... وقلت لنفسي : لماذا لا أقوم بدمج " النهضة والتنمية والتاريخ معاً " ببرنامج تدريبي مميز يركز على الجانب التطبيقي, أستطيع من خلاله أن أساعد الشباب على تحرير ممكناتهم وعلى إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم بأسلوب جديد ومثير :) !
ومع صخب صوت الأفكار التي هزت روحي وكياني في تلك اللحظات تذكرت برنامج " مجددون " الذي طرحه د.عمرو خالد قبل سنوات ...
لتكتمل الفكرة وتتبلور أمامي ... حتى بت أراها رؤيا العين ...
كيف أصبحوا عظماء ...
افتتحت اللقاء الأول بهذه الصورة ... وكان السؤال " من هو المجدد برأيكم " ؟
لنصل بعد نقاش جميل إلى ايمان عميق بأننا سنكون " مجددات القدس " بإذن الله ...
كما أن هناك مجددة أخرى قالت : "أكثر ما يشبهني هو سبيل الماء ...والمشترك بيني وبينه ذلك لعطاء اللامتناهي :) " .
وفي لحظة ما -وأنا أسير في ساحات المسجد العطرة- أشرقت روحي بفكرة جعلتني أبتسم للعالم أجمع :)
ومع صخب صوت الأفكار التي هزت روحي وكياني في تلك اللحظات تذكرت برنامج " مجددون " الذي طرحه د.عمرو خالد قبل سنوات ...
لتكتمل الفكرة وتتبلور أمامي ... حتى بت أراها رؤيا العين ...
.
.
.
.
وفعلاً بدأت العمل وبالتعاون مع "مرتقى فتيات المسرى " و "مركز تحفيظ القرآن السنوي" .
استطعت أن أحقق حلمي وأراه حقيقة ...
التحقت بالدورة 20 فتاة من خيرة فتيات القدس معظمهن يحفظن ما يزيد عن 10 أجزاء ... منفتحات ... مبدعات ... ويخبئن في داخلهن الكثير من الكنوز للعالم ...
رأيت فيهن مشاعلاً للأمل والخير والجمال ... وشعرت حينها أن أمثال هؤلاء الشابات هن من سيعدن للعالم ابتسامته ونقائه..
كان اللقاء التدريبي مقسم إلى قسمين " ساعة ونصف " للقاء التدريبي و"ساعة ونصف " لتنفيذ مشروع يتعلق باللقاء وموضوعه ...
وكان مكان عقد الدورة : المسجد الأقصى المبارك ..
وفعلاً بدأنا ...
اللقاء الأول كان بعنوان :
كيف أصبحوا عظماء ...
افتتحت اللقاء الأول بهذه الصورة ... وكان السؤال " من هو المجدد برأيكم " ؟
لنصل بعد نقاش جميل إلى ايمان عميق بأننا سنكون " مجددات القدس " بإذن الله ...
ثم تكلمتُ عن سر من أسرار تفوق اليابان على الأمم ... ألا وهو " العمل الجماعي " ... فالياباني يُعود منذ الطفولة على العيش مع الجماعة وعلى العمل الجماعي ...
ومع أن الترابط الأسري ليس بالقوي هناك -كما حدثتني صديقة لي تعيش في اليابان- إلا أن الياباني إنسان مخلص جداً لعمله , يعتبر موظفي الشركة التي يعمل بها أهله وأصدقاءه ويعيش حياته من أجل أن ترتقي شركته التي يعمل بها لأجل اليابان... وكل هذا يحدث بالإخلاص وبالعمل الجماعي المتين ! ...
ومن هنا قمت بتوزيع الفتيات إلى 5 مجموعات وطلبت من كل مجموعة أن تختار اسماً لها , وأن تختار قائدة للمجموعة وكاتبة وموثقة ومستشارة ومتحدثة باسم الفريق ,وقد تم ذلك , لتعمل هذه المجموعات عملاً جماعياً رائعاً طيلة اللقاءات الثمانية المخصصة للدورة ...
كما وقد تحدثنا عن موضوع الخلافة على الأرض واتفقنا على أن التساؤل والبحث عن الحقيقة من حقنا جميعاً وأن علينا أن لا نكتفي بالمسلمات التي ورثناها عن والدينا ... وأن نعبد الله تعالى عن اقتناع لا عن تقليد ... وأن نفهم جوهر ديننا ولا نكتفي بما حظينا به من معلومات حول تعاليمه ومبادئه.
ثم كان النقاش حول أن الله سبحانه وتعالى يستدل عليه من خلال الفطرة والعقل والحواس , دون تهميش لأي منهم ... وأن الله جل في علاه عندما استخلف الإنسان زوده بالكثير من القدرات والإمكانيات الرائعة , وما عليه إلا أن يكتشفها ويستثمرها في الخير لأجل عالم جميل ورائع ...
ونهاية اللقاء تمحورت حول الفرق بين الإنسان العادي " إنسان النصف " والإنسان غير العادي " إنسان الواجب " , مع ذكر أمثلة على كل منهما ...
أما الواجب العملي لليوم الأول فقد كان :
البحث عن بطل !
كانت الفكرة أن تبحث المجموعات عن أشخاص جسدوا معنى التميز والنجاح لأجل إعلاء الحق والحفاظ على الأرض والقضية ...
وكان عليهم البحث داخل حدود المسجد الأقصى عن أحد الأبطال الذين صنعوا شيئاً من أجله ومن أجل قضيته , لنتعلم منهم ... ونسير على طريقهم ...
وقد تم إنجاز المشروع بعرض لأشخاص رائعين تعلمنا من خلالهم الكثير ...
اللقاء الثاني :
كان محور اللقاء الثاني يدور حول تصحيح الأفكار القاتلة والخاطئة في المجتمع ..
و قد كان بعنوان :
" صحح أفكارك ! "
تحدثت من خلاله عن الأثر السلبي القاتل والذي تحدثه الأفكار السلبية أو الأفكار الخاطئة في مجتمعاتنا ...
تناولت منها قضية الاستهانة بالعمل البسيط وأوردت أمثلة حول أشخاص تغيرت حياتهم بعد أن قام أحدهم بتقديم مساعدة بسيطة لهم , كما وتحدثنا عن موضوع بعنوان " المرأة ليست مزهرية ! "واتفقنا على أن المرأة ليست جمالاً فحسب بل هي من عهدها الله تعالى بتنشئة الإنسان نفسه وهذه المهنة من أشرف المهن وأكثرها إبداعاً ومسؤولية , وتحدثنا عن ضرورة عودة العلوم الإنسانية إلى الصدارة وإبدال النظرة المهمشة للفرع الأدبي بنظرة التقدير والاحترام ... لأن العلوم الإنسانية هي التي تصنع الحضارات !...
بالإضافة إلى النقاش في العديد من القضايا الفكرية المتنوعة ...
أما المهمة فكانت عبارة عن:
تصحيح فكرة خاطئة في أذهان الناس ...
وقد قامت الفتيات بتصحيح فكرة : " أن الأقصى ليس المسجد القبلي, وليس مسجد قبة الصخرة ! بل هو كل ما داخل السور وتبلغ مساحته 144 دونم " لعدد كبير من الناس ...
وقد اتفقنا على أن الفريق الفائز هو الفريق الذي يصحح المعلومة لأكبر عدد ممكن من الناس , وإثبات ذلك يكون من خلال توقيع يضعه الشخص خلف صورة المسجد الأقصى بحالة اقتنع بالمعلومة , والفريق الفائز هو الذي يجمع أكبر عدد ممكن من التواقيع :) ...
والمدهش أن مُجددات القدس صححوا المعلومة لأكثر من 200 شخص في نصف ساعة فقط ! ...
اللقاء الثالث و اللقاء الرابع :
بعد أن مررنا بمحطات التعرف على الهدف من الخلق , وعن مواصفات الخليفة الناجح , وبعد أن قمنا بتصحيح العديد من القضايا الفكرية الشائكة التي تعصف بقلب الأمة , ورفعنا الروح المعنوية للفريق ...
كان لا بد من الدخول في عالم الذات لاكتشاف المهارات والقدرات والهوايات والرغبات لدى المجددات .
افتتحت اللقاء وبيدي هدية ...
أذكر بأنني قلت لهم يومها أن هذه الهدية موجودة بداخل كل واحدة منا ... بل موجودة في داخل كل إنسان !
فهي منحة من الله العظيم وكرم وفضل ... ولكن هناك شروط للوصول لها وللعثور عليها ...
من هذه الشروط : الصبر والمثابرة وكثرة المحاولة والإصرار ...
ومن الطرق التي يستطيع الإنسان اتباعها للوصول إلى هذه الهدية :
1-كثرة الإطلاع والقراءة والسعي في سبيل الحصول على المعرفة ... فقد تجد نفسك في صفحة كتاب ! ... وقد تعثر على حلمك بين كلمات كاتب أو مفكر أو خبير ...
2-التأمل بخبراته السابقة لاكتشاف مواطن القوة والتمييز بشخصيته ... ولاكتشاف القدرات التي جعلته قادراً على إنجاز بعض المهمات بشكل رائع ...
3-مخالطة الناس خاصة الصفوة منهم , وسؤال الثقات من الأهل والأصدقاء عن أكثر الأمور التي تمييز شخصيته وكيانه بنظرهم ...
4-أسئلة اكتشاف الذات الموجودة في الكثير من الكتب التنموية , كما أن كتابة إجابته على دفتر خاص بعد ذلك تستطيع أن تنقله نقلة نوعية في الحياة ...
بالنسبة للواجبات العملية :
في اليوم الثالث كان الواجب العملي تحت عنوان :
" دع الأقصى يتحدث عنك "
كانت مهمة أعضاء كل فريق أن يقوموا بالبحث عن شيء يشبههم في المسجد الاقصى المبارك ثم يقوم الفريق بعد ذلك بعمل " سكتش مسرحي " يعبرون من خلاله عن المعاني التي عثروا عليها بعمل جماعي يتوج كل أوجه الشبه بينهم وبين المسجد الأقصى المبارك ...
يومها وبدون مجاملة كُسر السقف الذي وضعته لمستوى الإنجاز الذي توقعت أن يعرضوه !
كان إبداع رهيب جداً...
أذكر بأن إحدى الفتيات قالت بالعرض الذي قامت به مع فريقها : " أكثر ما يشبهني هو ذلك السلم الموضوع على قبة الصخرة فطموحي يتصاعد دائماً إلى فوق " ...
أما اليوم الرابع فكانت المهمة بعنوان :
" برنامج شبابي على الهوا "
طلبت من كل فريق أن يقوم بعمل برنامج شبابي تكون إحداهن فيه مقدمة البرنامج , والأخريات ضيوف الحلقة ...
أما الأسئلة التي طلبت من مقدمة البرنامج -في كل فريق- طرحها على ضيوفها فكانت كالتالي :
-كيف تستطيعون رفع مستواكم الإيماني والعبادي ؟
-كيف تستطيعون رفع مستواكم العلمي والثقافي ؟
-ما هي الكتب التي تريدون قراءتها في العام القادم ؟
- كيف تنمون علاقاتكم مع كل من :
أ) الأهل ؟
ب) الأصدقاء ؟
ت) المحيطين بكم ؟
- كيف تنمون أنفسكم صحياً و جسدياً ؟
- ما هي الطرق التي تتبعونها لتطوير الجانب المالي في حياتكم ؟
-ما هي مشاريعكم للعام القادم ؟
وبهذه الطريقة حاولت الفتيات البحث عن حلول لهذه الاسئلة بشكل جماعي ...
وكل فريق يستمع للفريق الآخر و يستفيد منه ويعقب على إجاباته بعد انتهاء العرض .
كانت هذه اللقاءات الأربعة الأولى ....
انتظروني في الجزء الثاني والمزيد من التجارب والمغامرات الشيقة مع مُجددات القُدس ... :)
تحياتي لكم ,
آلاء سامي
آلاء سامي
8 التعليقات:
موضوع البرنامج التدريبي وطريقة التفعيل الفكرة عملياً جداً رائع ..
احييكم بما لديكم من ابداع .. وما لديكم من رباط الفكر ..
الربط بين التنمية والتاريخ والأقصى ببرنامجك لربما يكون الاول في الطرح ..
جزيتِ خيراً .. ألهمتني لكثير غائب عني ..
عي جيدا .... لن أسمح لك بالاستمرار ... إن لم تؤازريني بهذا الاقتراح ... سنستضيفك في دورة مما عندك كهذه .. في مدينتنا المتواضعة طولكرم ... هل تستمرين ؟؟
دمت مجددة آلاء ....
كم أسعدني التواجد بين أفكارك المبدعة ....إنّها لا تنبثق إلا من فكر ....لا يغيب عنه الأقصى ولو قليلاً ....الأفكار العملية كان مدهشة شيءء فريد ولن أنسى يوم خروجنا لتصحيح المفاهيم للناس حول المسجد الأقصى كان من أروع أروع المهمات ....
دام بريق شمسك مشعاً
بريقك أنار دروبنا :)
موضوع كثير حلو ومفيد
الله بوفقكم
والله إني لأقف مذهولاً امام هذا الكم من الابداع في تدوينة واحدة !!
فعلاً لساني يعجز عن وصف ما قرأت... وفكرتك رائعة ومواضيع المحاضرات مبتكرة وعظيمة.. كل الاحترام والتقدير لكِ.. ولله درّك !
ماشاء الله تبارك الله ..
برنامج جميل جدا ، وجهود مباركة ،
فتيات مثلكن هن اشعاعات نور لبلاد كاملة ، لا نريد أن نصل الأفكار الحية لكل شخص على حدا ، نريد فقط شباب وفتيات مثلكن قادرون على تنوير ونشر وتحريك مجتمعا كاملا ..
أنتم وأمثالكم من ستقودون الأمة للأمام ، وكلما أرى أنشطة حول العالم هكذا وخاصة في بلدي الغالي ، أتفائل أكثر ، وأؤمن بأن العاملين للنهضة ليسوا فرادى .. انما نحن مرتبطون وفعالون .. حتى لو لم نرى بعضنا البعض
تحياتي لكم ولكل مجددات القدس :)
هيثم عدنان صادق
أبهرتني في طريقة العرض والأفكار
شيئ مميز ورائع جلعتني أنظر لغير ما أفكر تجديد أفكار وحماس أكثر باذنة تعالى
رائع الــاء ،، استمري أيا بريقًا للشمس ^^
إرسال تعليق