بريق شمس

معظم الناس ينظرون إلى الأشياء التي تحدث ويقولون لماذا ؟ أما أنا فأنظر إلى الأشياء التي لم تحدث بعد وأقول لما لا

تبنى شخص ليس بيتيم !

عندما تسمع كلمة "تبني"، يتبادر إلى ذهنك  القيام برعاية شخص يتيم ومساعدته حتى يبلغ أشده ! 

ولكن فكرتي هنا تختلف قليلاً ...

قرأت يوماً قصة خيالية عن إحدى الفتيات التي كانت تتجول في الغابة، وبينما هي تتراقص بين شجيراتها وأزهارها، رأت إحدى الفراشات العالقة بين الأشواك فأنقذتها ...
وعندها اقتربت الفراشة من الفتاة وقالت لها : تمني شيئاً وسأحققه لك على الفور .
فكرت الفتاة وقالت : أتمنى أن أكون أسعد إنسانة على وجه هذه الأرض !
اقتربت الفراشة من أذن الفتاة وهمست ببعض الكلمات ثم انطلقت ترفرف بين قبسات السماء العالية.
ومن يومها والفتاة من أسعد الناس وأكثرهم فرحاً  ..
وعندما أصبحت الفتاة عجوزاً على فراش الموت اجتمع جيرانها وقالوا لها : أرجوك علمينا ما علمتك  إياه تلك الفراشة لنصبح من أسعد الناس وأكثرهم إشراقاً ..

قالت العجوز والابتسامة تزين ملامحها  :

 لقد قالت لي : " إن كل شخص مهما بدا آمناً ، كبيراً أو صغيراً ، غنياً أو فقيراً فهو بحاجة إليك" .

ومن يومها وأنا من أسعد خلق الله ...




.
.
.
.
.
.


حتى لا أطيل عليكم ...

ما رأيكم أن تختاروا شخصاً ما وتتبنوه - بدون أن يعرف -  وذلك بنية :

 " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " ..

ما معنى " التبني " الذي أقصده في تدوينتي هذه ؟



هناك طاقات شبابية مخيفة في عالمنا العربي، وهناك شباب لديهم الكثير من المهارات والقدرات ولكنهم لا يدركون حجمها أو أنهم حتى لا يدركون بأنها موجودة داخلهم !

ومن تجربتي مع الناس وجدت بأن قسماً كبيراً منهم أشخاصاً مبدعين ولكنهم لا يرون البدابة  ولا يعرفون كيف يبدأون أو أنهم يحتاجون إلى من يوجههم  ويساعدهم لتحقيق أحلامهم .

وجدت أن كثيراُ منهم يحتاجون لأذن تسمعهم .. وإلى شخص ما  ينصحهم ...

يحتاجون لإنسان يحتضنهم  ويرفق بهم ...

فهل فكرت يوماً أن تكون أنت هذا الشخص ؟

كم هو شعور رائع عندما تحيّ إنساناً ...

ياااه ما أجمل ذلك الشعور ...

عندما يأتي شخص رائع ويقول لك "لقد غيرت حياتي ! " ...

أو عندما تشاهد ابنك المتبنى يبتسم من جديد بعد ان تكون قد أعدت إليه روحه ..

تخيل معي ابنك المتبنى وهو يقف على المسرح يستلم جائزة عظيمة تكريماً له على إنجاز صنعه  ... ومن بين الجماهير التي أمامه .. يبحث عنك أنت .. أنت وحدك .. ينظر إلى وجهك .. ويبتسم !

حينها ستشعر بكلمات الله العظيم " فكأنما أحيا الناس جميعا " ..

كل ما عليك فعله :

أن تختار شخصاً ما -صغيراً كان أم كبيراً - وتكون دائماً بجانبه  وتقدم له المساعدات  والدعم والاحتضان ..

كن واثقاً بأن هذا الشخص لو سئل يوماً من هم أبطالك ؟

سيكون إسمك هو الاسم الأول ..

سيكون إسمك حينها مشعاً كنور الشمس :) ..

وتذكر بأنك ستشعر مع هذا الشخص بشعور عجيب ... ستشعر بالأبوة ... أما أنت فستشعرين بالأمومة :) 

ستشعر بانك تحترم ذاتك وتحبها ...


ستشعر بأن هناك شخصاً في هذه الدنيا بحاجة إليك ... بحاجة إلى ابتسامتك ...


ستشعر ب
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ..


يقول سيد قطب رحمه الله :

" عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود، أما عندما نعيش لغيرنا، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !!

 إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهماً، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بايامنا وساعاتنا و لحظاتنا..

و ليست الحياة بعد السنين، ولكنها بعدد المشاعر! جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي! ومتى أحس الإنسان شعورآ مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلاً.. 

يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال !

  إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية ! ".


هناك أشخاص تبنوا أبناء الأمة جميعاً فكم شخص ستتبنى أنت ؟  


كل الاحترام لكم
آلاء سامي







مُجددات القُدس " النهضة والتنمية والتاريخ " معاً

كنت في طريق عودتي إلى البيت بعد أن قمت بإعطاء لقاء تدريبي حول موضوع ثقافة المتاح في المكتبة الختنية التي تتألق بكتبها الرائعة داخل المسجد الاقصى المبارك ...


وفي لحظة ما -وأنا أسير في ساحات المسجد العطرة- أشرقت روحي بفكرة جعلتني أبتسم للعالم أجمع :) 



 
فكرت ... وقلت لنفسي : لماذا لا أقوم بدمج " النهضة والتنمية والتاريخ معاً " ببرنامج تدريبي مميز يركز على الجانب التطبيقي, أستطيع من خلاله أن أساعد الشباب على تحرير ممكناتهم وعلى إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم بأسلوب جديد ومثير  :) !


ومع صخب صوت الأفكار التي هزت روحي  وكياني في تلك اللحظات تذكرت برنامج " مجددون " الذي طرحه د.عمرو خالد قبل سنوات ...

لتكتمل الفكرة وتتبلور أمامي ... حتى بت أراها رؤيا العين ...


.


.


.


.



وفعلاً بدأت العمل وبالتعاون مع "مرتقى فتيات المسرى " و "مركز تحفيظ القرآن السنوي" .

استطعت أن أحقق حلمي وأراه حقيقة ...

التحقت بالدورة 20 فتاة من خيرة فتيات القدس معظمهن يحفظن ما يزيد عن 10 أجزاء ... منفتحات ... مبدعات ... ويخبئن في داخلهن الكثير من الكنوز للعالم ...

رأيت فيهن مشاعلاً للأمل والخير والجمال ... وشعرت حينها أن أمثال هؤلاء الشابات هن من سيعدن للعالم ابتسامته ونقائه..

كان اللقاء التدريبي مقسم إلى قسمين " ساعة ونصف " للقاء التدريبي و"ساعة ونصف " لتنفيذ مشروع يتعلق باللقاء وموضوعه ...

وكان مكان عقد الدورة : المسجد الأقصى المبارك ..

وفعلاً بدأنا ...


اللقاء الأول كان بعنوان :

 كيف أصبحوا عظماء ...



افتتحت اللقاء الأول بهذه الصورة ... وكان السؤال " من هو المجدد برأيكم " ؟ 

لنصل بعد نقاش جميل إلى ايمان عميق بأننا سنكون " مجددات القدس " بإذن الله ...

ثم تكلمتُ عن سر من أسرار تفوق اليابان على الأمم ... ألا وهو " العمل الجماعي " ... فالياباني يُعود منذ الطفولة على العيش مع الجماعة وعلى العمل الجماعي ...

ومع أن الترابط الأسري ليس بالقوي هناك  -كما حدثتني صديقة لي تعيش في اليابان- إلا أن الياباني إنسان مخلص جداً لعمله , يعتبر موظفي الشركة التي يعمل بها  أهله وأصدقاءه ويعيش حياته من أجل أن ترتقي شركته التي يعمل بها لأجل اليابان... وكل هذا يحدث بالإخلاص وبالعمل الجماعي المتين ! ...

ومن هنا قمت بتوزيع الفتيات إلى 5 مجموعات وطلبت من كل مجموعة أن تختار اسماً لها , وأن تختار قائدة للمجموعة وكاتبة وموثقة ومستشارة ومتحدثة باسم الفريق ,وقد تم ذلك , لتعمل هذه المجموعات عملاً جماعياً رائعاً طيلة اللقاءات الثمانية المخصصة للدورة  ...

كما وقد تحدثنا عن موضوع  الخلافة على الأرض واتفقنا على أن التساؤل والبحث عن الحقيقة من حقنا جميعاً وأن  علينا أن لا نكتفي بالمسلمات التي ورثناها عن والدينا ... وأن نعبد الله تعالى عن اقتناع لا عن تقليد ... وأن نفهم جوهر ديننا ولا نكتفي بما حظينا به من معلومات حول تعاليمه ومبادئه.

ثم كان النقاش حول أن الله سبحانه وتعالى يستدل عليه من خلال الفطرة والعقل والحواس , دون تهميش لأي منهم ... وأن الله جل في علاه عندما استخلف الإنسان زوده بالكثير من القدرات والإمكانيات الرائعة , وما عليه إلا أن يكتشفها ويستثمرها في الخير لأجل عالم جميل ورائع ...

ونهاية اللقاء تمحورت حول الفرق بين الإنسان العادي " إنسان النصف "  والإنسان غير العادي " إنسان الواجب " , مع ذكر أمثلة على كل منهما ...


أما  الواجب العملي لليوم الأول فقد كان :



 البحث عن بطل !



كانت الفكرة أن تبحث المجموعات عن أشخاص جسدوا معنى التميز والنجاح لأجل إعلاء الحق والحفاظ على الأرض والقضية ...
وكان عليهم البحث داخل حدود المسجد الأقصى عن أحد الأبطال الذين صنعوا شيئاً من أجله  ومن أجل قضيته , لنتعلم منهم ... ونسير على طريقهم ...

وقد تم إنجاز المشروع بعرض لأشخاص رائعين تعلمنا من خلالهم الكثير ...


اللقاء الثاني :

كان محور اللقاء الثاني يدور حول تصحيح الأفكار القاتلة والخاطئة  في المجتمع ..

و قد كان بعنوان :


 " صحح أفكارك ! "

تحدثت من خلاله عن الأثر السلبي القاتل والذي تحدثه الأفكار السلبية  أو الأفكار الخاطئة في مجتمعاتنا ...



تناولت منها قضية الاستهانة بالعمل البسيط  وأوردت أمثلة حول أشخاص تغيرت حياتهم بعد أن قام أحدهم بتقديم مساعدة بسيطة لهم , كما وتحدثنا عن موضوع بعنوان  " المرأة ليست مزهرية ! "واتفقنا على أن المرأة ليست جمالاً فحسب  بل هي من عهدها الله تعالى بتنشئة الإنسان نفسه وهذه المهنة من أشرف المهن وأكثرها إبداعاً ومسؤولية  , وتحدثنا عن ضرورة عودة العلوم الإنسانية إلى الصدارة وإبدال النظرة المهمشة للفرع الأدبي بنظرة التقدير والاحترام ... لأن العلوم الإنسانية هي التي تصنع الحضارات !...
 بالإضافة إلى النقاش في العديد من القضايا الفكرية  المتنوعة ...

أما المهمة فكانت عبارة عن:


 تصحيح فكرة خاطئة في أذهان الناس ...



وقد قامت الفتيات بتصحيح فكرة : " أن الأقصى ليس المسجد القبلي, وليس مسجد قبة الصخرة !  بل هو كل ما داخل السور وتبلغ مساحته 144 دونم " لعدد كبير من الناس  ...




وقد اتفقنا على أن  الفريق الفائز هو الفريق الذي يصحح المعلومة لأكبر عدد ممكن من الناس , وإثبات ذلك يكون من خلال توقيع يضعه الشخص خلف صورة المسجد الأقصى بحالة اقتنع بالمعلومة , والفريق الفائز هو الذي يجمع أكبر عدد ممكن من التواقيع  :) ...

والمدهش أن مُجددات القدس صححوا المعلومة لأكثر من 200 شخص في نصف ساعة فقط ! ...



 

اللقاء الثالث و اللقاء الرابع  :

بعد أن مررنا بمحطات التعرف على الهدف من الخلق , وعن مواصفات الخليفة الناجح , وبعد أن قمنا بتصحيح  العديد من القضايا الفكرية الشائكة التي تعصف بقلب الأمة , ورفعنا الروح المعنوية للفريق ...

كان لا بد من الدخول في عالم الذات لاكتشاف المهارات والقدرات والهوايات والرغبات  لدى المجددات .

افتتحت اللقاء وبيدي هدية ...



أذكر بأنني قلت لهم يومها  أن هذه الهدية موجودة بداخل كل واحدة منا ... بل موجودة في داخل كل إنسان !

فهي  منحة من الله العظيم وكرم وفضل ... ولكن هناك شروط للوصول لها وللعثور عليها ...

من هذه الشروط : الصبر والمثابرة وكثرة المحاولة والإصرار ...

ومن الطرق التي يستطيع الإنسان اتباعها للوصول إلى هذه الهدية :

1-كثرة الإطلاع والقراءة والسعي في سبيل الحصول على المعرفة  ... فقد تجد نفسك في صفحة كتاب ! ... وقد تعثر على حلمك بين كلمات كاتب أو مفكر أو خبير ...

2-التأمل بخبراته السابقة لاكتشاف مواطن القوة والتمييز بشخصيته ... ولاكتشاف القدرات التي جعلته قادراً على إنجاز بعض المهمات بشكل رائع ...

3-مخالطة الناس خاصة الصفوة منهم , وسؤال الثقات من الأهل والأصدقاء عن أكثر الأمور التي تمييز شخصيته وكيانه بنظرهم ...

4-أسئلة اكتشاف الذات الموجودة في الكثير من الكتب التنموية , كما أن كتابة إجابته على دفتر خاص بعد ذلك  تستطيع أن تنقله نقلة نوعية في الحياة  ...

بالنسبة للواجبات العملية :

في اليوم الثالث كان الواجب العملي تحت عنوان :

" دع الأقصى يتحدث عنك "

كانت مهمة  أعضاء كل فريق أن يقوموا بالبحث عن شيء يشبههم في المسجد الاقصى المبارك ثم يقوم  الفريق بعد ذلك  بعمل " سكتش مسرحي " يعبرون من خلاله  عن المعاني التي عثروا عليها بعمل جماعي يتوج كل أوجه الشبه بينهم وبين المسجد الأقصى المبارك ...

يومها وبدون مجاملة  كُسر السقف الذي وضعته لمستوى الإنجاز الذي توقعت أن يعرضوه !

كان إبداع رهيب جداً...

أذكر بأن إحدى الفتيات قالت بالعرض الذي قامت به مع فريقها : " أكثر ما يشبهني هو ذلك السلم الموضوع على قبة الصخرة فطموحي يتصاعد دائماً إلى فوق " ...




كما أن هناك مجددة أخرى قالت : "أكثر ما يشبهني هو سبيل الماء ...والمشترك بيني وبينه ذلك  لعطاء اللامتناهي :) " .

أما اليوم الرابع فكانت المهمة بعنوان :

" برنامج شبابي على الهوا "

طلبت من كل فريق أن يقوم بعمل برنامج شبابي تكون إحداهن فيه مقدمة البرنامج , والأخريات ضيوف الحلقة  ...

أما الأسئلة التي طلبت من مقدمة البرنامج -في كل فريق- طرحها على ضيوفها فكانت كالتالي :

-كيف تستطيعون رفع مستواكم الإيماني والعبادي ؟
-كيف تستطيعون رفع مستواكم العلمي والثقافي ؟
-ما هي الكتب التي تريدون قراءتها  في العام القادم ؟
- كيف تنمون علاقاتكم مع كل من :

أ‌)       الأهل  ؟

ب‌)   الأصدقاء  ؟
ت‌)    المحيطين بكم ؟

- كيف تنمون أنفسكم صحياً و جسدياً ؟
- ما هي الطرق التي تتبعونها  لتطوير الجانب المالي في حياتكم  ؟
-ما هي مشاريعكم للعام القادم ؟

وبهذه الطريقة حاولت الفتيات البحث عن حلول لهذه الاسئلة بشكل جماعي ...
 وكل فريق يستمع للفريق الآخر و يستفيد منه ويعقب على إجاباته بعد انتهاء العرض  .

كانت هذه اللقاءات الأربعة الأولى ....
انتظروني في الجزء الثاني والمزيد من التجارب والمغامرات الشيقة مع مُجددات القُدس ... :)

تحياتي لكم ,

 آلاء سامي





اقتباسات نهضوية

اقتباسات وإضاءات نهضوية أثرت بي وجعلتني أقف كثيراً ... فأحببت أن أشاركم بها ....


من هو إنسان النصف ؟




إنسان النصف هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه ولكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه !!


يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط وهمه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للإمتحان دون أن يكون هدفه التعلم !


يذهب للعمل ويقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت ويعود لحياته ويحصل على معاشه !


لا يدرس كطالب ولا يعمل كموظف ولا يبدع في معمل ولا يبتكر في متجر ولا ينجز في مشروع !


هو باستمرار انسان النصف ... يطالب بحقوقه ولا يقوم بواجباته ...


يقول مالك بن نبي : إفساد النهضات تكون بإنتاج إنسان النصف !!

من محاضرة : النهضة الحضارية
د.جاسم سلطان



هل استيرادنا للجامعات الأوروبية سيجعلنا ننهض ؟







يعتقد إنسان النصف - الذي تحدثنا عنه سابقاً - بأن إنتاج الحضارة يكون بتكديس منتجات الحضارات الأخرى !!


على سبيل المثال لو قمنا باستيراد جامعة أوروبية بمناهجها وكتبها .. بمعلميها ومبانيها و ... و ... وزرعناها في بيئة ركود هل سيكون تأثيرها على تلك البيئة كتأثيرها في البلد الأوروبية التي أنشأتها ؟؟


الجواب : بالتأكيد لا !


وذلك لأن هذه الجامعة نتجت عبر سلسلة من التطورات في المجتمع الغربي ...


أولها الحاجة إلى العلم والعلماء " الحاجة إلى جوهر العلم " ومن ثم الحصول على عمل يفعل العلم للارتقاء بالمجتمع وإنشاء الحضارة


فالهدف الأول من إنشائها هو " تطور المجتمع ".


وزرع الجامعة في بيئة "ركود " سيفقدها روحها التي أنشأتها !


لأن الأشخاص الذين يعيشون في تلك البيئة لا يرون العلم بمعناه الجوهري...


إذاً إنسان النصف :
لا يقوم بواجباته + يهدر الأموال في تصورات يعتقد بأنها ستأتي له بالحضارة !


هو بالنهاية ينشئ المبنى ولا ينشئ المعنى !


بينما إنسان " الواجب "


 يقوم بعمل واجباته ويبحث عن المعنى لا المبنى ...


هو يبحث عن معنى الجامعة والمصنع والمزرعة ويضيف لتلك الاشياء روحه وهويته ويأخذ من الغرب ما يفيده ليصنع هذا النموذج


فيكون نموذج من روحه وتصوره ...حينها فقط يرتقي المجتمع ونبدأ بمواكبة التقدم والحضارة ...


هي خلطة سحرية :


 إبحث عن المعنى + أضف له من روحك وهويتك + استعن بالآخرين لتبني تصورك


نقلتها لكم
من محاضرة النهضة الحضارية \ د.جاسم سلطان
مع بعض الإضافات لأمزجها بروح قلمي :)




حقي مش أكتر !

 


لقد أصبحنا لا نتكلم إلا عن حقوقنا المهضومة , ونسينا الواجبات , ونسينا أن مشكلتنا ليست فيما نستحق من رغائب بل فيما يسودنا من عادات وما يراودنا من أفكار ,وفي تصوراتنا الاجتماعية بما فيها من قيم الجمال والأخلاق وما فيها أيضاً من نقائص تعتري كل شعب نائم ...!


الحق ليس هدية تعطى ولا غنيمة تغتصب وإنما هو نتيجة حتمية للقيام بالواجب فهما متلازمان والشعب لا ينشئ دستور حقوقه إلا إذا عدل وضعه الاجتماعي المرتبط بسلوكه النفسي...


وإنها لشرعة السماء : غير نفسك , تغير التاريخ !


من كتاب شروط النهضة \ مالك بن نبي



الدين والسياسة !


إذا فصلت السياسة عن الدين فقدت معناها .. كل طفل في مدرستنا يدري الأنظمة السياسية في الهند , ويعرف كيف أن بلاده تتقد بإحساسات جديدة وبآمال جديدة , ولكننا أيضاً في حاجة إلى الضوء الثابت المستقر ... ضوء الإيمان الديني !
غاندي



فلسفة الحجاب


فلسفة الحجاب قائمة بالأساس على حجب الجانب البدني والمادي من جسد المراة لصالح إظهار الجانب الإنساني والمعنوي في شخصيّتها، فحقيقة حجابها إظهار عقلها وإبرازه لتظهر المرأة المسلمة بالحجاب على المجمتع كإنسانة في مواجهة إنسان، لا كأنثى في مواجهة ذكر، وترسل بذلك رسالة إلى الرّجل تقول له فيها: أخاطب فيك فكرك وعقلك دون ان أمسّ شهوتك وهواك، لترفع بذلك من قيمة الرّجل، وتأخذ بيده من براثن الشّهوة إلى سماء الفكرة، وتكون شريكة الرّجل في عمارة الأرض، ورفيقة دربه في خدمة الله تعالى.


(د.خالد أبو شادي - ونطق الحجاب!)



إنتظروني باقتباسات أخرى من وحي النهضة :)
آلاء سامي


إبحث في بريق شمس



Leave the world a little better than you found , take no more than you need , try not to harm life or environment...

مدونة بريق شمس. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
  • التاريخ خارطة البشرية التي تثرثر كثيراً عن أولئك الذين صنعوه ... ولا يمكن أن نتجاهل أبداً تلك الوجوه التي نحتت على الصخر صورها بينما كان البقية يتأملون وجوههم على صفحة الماء ! .. علا باوزير


    التدوين : هو أن تنظر إلى حدث عادي بنظرة غير عادية فتصنع منه حدثاً غير عادياً

    قال تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
  • مدونة لكل شباب النهضة ... لكل الشباب الذين قرروا أن يكونوا متميزين بدينهم وعلمهم وإبداعاتهم
    كل التحية والاحترام لكم
    آلاء سامي

حياتي كلها مهر لأمتي

حياتي كلها مهر لأمتي

إهداء من الصديقة نادية درويش

إهداء من الصديقة نادية درويش
:) من على متن الكتاب .. ومن أمام الشمس

يقظة فكر - معانقة الفكر مع الفن -

" هدية من فريقي المميز "عائلة إبداع

" هدية من فريقي المميز "عائلة إبداع
نرى ما لا يراه الآخرون

إعلام ينبض شباباً

إعلام ينبض شباباً
شارك لننقل الإعلام نقلة جديدة تمثلنا

أكاديمية إعداد القادة ... خطوة للأمام

" أبي الروحي " د.مصطفى محمود

" أبي الروحي " د.مصطفى محمود
كلمات هذا الرجل تدهشني

! قلمي يكتب هنا أيضاً

! قلمي يكتب هنا أيضاً
.أول مجلة تكنولوجية تصدر بالعربية في فلسطين

Facebook مدونتي على موقع ال


المتابعون

... إقرأ أيضاً

..بقلم

صورتي
اللهم إجعلني من مُجددات الأمة ... اللهم واجعل كلماتي تصل إلى الآفاق ~

عدد المشاهدات

أرشيف المدونة