بعد أن كتبت الجزء الأول من (هؤلاء النسوة .. تركن في العالم بصمة)، تشجعت لأكمل رحلة البحث :)
وبالفعل غصت بين صفحات الكتب بحثاً عن نماذج جديدة أرى فيها نفسي وبنات الإسلام!
أما عن النتائج فقد أذهلتني حقاً .. لدرجة أنني عدت لأسأل نفسي أين نساء اليوم من تلك النماذج الرائعة؟
ولماذا تم تحجيم المرأة المسلمة إلى هذا الحد مع أن أمهاتها وجداتها أبدعن في كل مجالات الحياة وتركن بصمة رائعة أدت لسمو وتقدم هذا العالم!
دعوني أخبركم عن بعض النماذج الرائعة .. والتي أتمنى أن تلحق نساء اليوم بطريقهن وتنتهج نهجهن !!
فاطمة السمرقندي (عالمة فاضلة ونموذج نسائي رائع ! )
من النساء الرائعات التي وقفت على سيرتها كثيراً ..
تلك العالمة الفاضلة التي عاصرت السلطان نور الدين زنكي لم تكن امرأة عادية !
بل كانت عالمة فاضلة وفقيهة ومحدثة ذات خط جميل. أخذت العلم عن جملة من الفقهاء وأخذ عنها كثيرون وتصدرت للتدريس وألفت مؤلفات عديدة في الفقه والحديث.
حتى أن السلطان نور الدين كان يستشيرها في بعض الأمور الداخلية وكان يسألها في بعض المسائل الفقهية..
كانت فاطمة هذه من حسان نساء عصرها .. خطبها السلاطين والملوك فامتنع والدها عليهم إلا أن تقدم لها الكسائي فزوجها له ..
والكسائي هذا هو أحد الذين لزموا والدها و برع في علوم الأصول والفروع (وشروح كتابه -التحفة- في مصنف أسماء البدائع .. ) فعرضه على شيخه فازداد فرحاً به وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك!
قال ابن عديم: "حكى والدي أنها كانت تنقل المذهب نقلاً جيداً، وكان زوجها الكسائي ربما يهم في الفتيا فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الحطأ فيرجع إلى قولها.. وقال : كانت تفتي وكان زوجها يحترمها ويكرمها وكانت الفتوى أولاً يخرج عليها خطها وخط أبيها، فلما تزوجت الكسائي صارت الفتوى تخرج بخط الثلاثة ..".
العالمة الفاضلة (عفيفة بنت أحمد الفارفانية)
تلك المرأة المميزة درست بأصبهان على الشيخة (فاطمة الجوزدانية) ولكنها لم تكتفي بذلك ! ..
بل درست بعد هذا على جماعة كبيرة من العلماء وحصلت على إجازات عالية من أصبهان وبغداد حتى وصل عدد الشيوخ والعلماء الذين درست عليهم أكثر من (خمس مائة ) !!
ثم جلست للتدريس وخرّجت كبار العلماء حتى وفاتها 606 هجري..
ست الشام خاتون و ربيعة خاتون (رؤية عظيمة وعمل عظيم)
الجميع يعرف إنجازات (صلاح الدين الأيوبي ) ولكن من منكم يعرف الإنجازات العظيمة التي قامت بها أختاه (ست الشام زمرد خاتون) و( ربيعة خاتون بنت أيوب) ؟
أما ست الشام (والتي سأطلق عليها لقب أم المشاريع :) ) فقد تزوجت من ابن عمها ناصر الدين شيركوه ومضت تساهم في جهادها العام فبنت مدرستين الأولى عرفت باسمها والثانية باسم (الحسامية) نسبة إلى ولدها حسام الذي استشهد باحد المعارك..
كذلك أقامت مصنعاً للأدوية وصيدلية كبيرة تزود مستشفيات الجيش الصلاحي بالعلاج والدواء اللازم لجرحى الجهاد.. ويعمل في دارها من الأشربة والمعاجين والعقاقير في كل سنة بألوف من الدنانير تفرقها على الناس! وكان بابها ملجأ للقاصدين ومفزعاً للمكروبين ووقفت على المدرستين أوقافاً كثيرة ..
يصف سبط ابن الجوزي جهودها قائلاً: "كانت سيدة الخواتين عاقلة .. كثيرة البر والصلات والإحسان والصدقات" ..
والمتأمل بسيرة هذه العظيمة يرى عقلية نادرة .. قادرة على تحديد احتياجات العصر ومتطلباته .. (مدرسة .. مصنع .. صيدلية)..
أما ربيعة خاتون فقد تزوجت من مظفر الدين صاحب الجهاد العظيم في معركة حطين وقد قامت ببناء مدرسة في دمشق عرفت باسمها وأوقفتها على الحنابلة ..
احفظوا هذه الاسم جيداً .. فهو تستحق أن تخلد!
................
تكتبها لكم
آلاء سامي
المرجع: كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس - د.ماجد الكيلاني
اقرأ ايضاً :
هؤلاء النسوة تركن في العالم بصمة (1)
وبالفعل غصت بين صفحات الكتب بحثاً عن نماذج جديدة أرى فيها نفسي وبنات الإسلام!
أما عن النتائج فقد أذهلتني حقاً .. لدرجة أنني عدت لأسأل نفسي أين نساء اليوم من تلك النماذج الرائعة؟
ولماذا تم تحجيم المرأة المسلمة إلى هذا الحد مع أن أمهاتها وجداتها أبدعن في كل مجالات الحياة وتركن بصمة رائعة أدت لسمو وتقدم هذا العالم!
دعوني أخبركم عن بعض النماذج الرائعة .. والتي أتمنى أن تلحق نساء اليوم بطريقهن وتنتهج نهجهن !!
فاطمة السمرقندي (عالمة فاضلة ونموذج نسائي رائع ! )
من النساء الرائعات التي وقفت على سيرتها كثيراً ..
تلك العالمة الفاضلة التي عاصرت السلطان نور الدين زنكي لم تكن امرأة عادية !
بل كانت عالمة فاضلة وفقيهة ومحدثة ذات خط جميل. أخذت العلم عن جملة من الفقهاء وأخذ عنها كثيرون وتصدرت للتدريس وألفت مؤلفات عديدة في الفقه والحديث.
حتى أن السلطان نور الدين كان يستشيرها في بعض الأمور الداخلية وكان يسألها في بعض المسائل الفقهية..
كانت فاطمة هذه من حسان نساء عصرها .. خطبها السلاطين والملوك فامتنع والدها عليهم إلا أن تقدم لها الكسائي فزوجها له ..
والكسائي هذا هو أحد الذين لزموا والدها و برع في علوم الأصول والفروع (وشروح كتابه -التحفة- في مصنف أسماء البدائع .. ) فعرضه على شيخه فازداد فرحاً به وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك!
قال ابن عديم: "حكى والدي أنها كانت تنقل المذهب نقلاً جيداً، وكان زوجها الكسائي ربما يهم في الفتيا فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الحطأ فيرجع إلى قولها.. وقال : كانت تفتي وكان زوجها يحترمها ويكرمها وكانت الفتوى أولاً يخرج عليها خطها وخط أبيها، فلما تزوجت الكسائي صارت الفتوى تخرج بخط الثلاثة ..".
العالمة الفاضلة (عفيفة بنت أحمد الفارفانية)
تلك المرأة المميزة درست بأصبهان على الشيخة (فاطمة الجوزدانية) ولكنها لم تكتفي بذلك ! ..
بل درست بعد هذا على جماعة كبيرة من العلماء وحصلت على إجازات عالية من أصبهان وبغداد حتى وصل عدد الشيوخ والعلماء الذين درست عليهم أكثر من (خمس مائة ) !!
ثم جلست للتدريس وخرّجت كبار العلماء حتى وفاتها 606 هجري..
ست الشام خاتون و ربيعة خاتون (رؤية عظيمة وعمل عظيم)
الجميع يعرف إنجازات (صلاح الدين الأيوبي ) ولكن من منكم يعرف الإنجازات العظيمة التي قامت بها أختاه (ست الشام زمرد خاتون) و( ربيعة خاتون بنت أيوب) ؟
أما ست الشام (والتي سأطلق عليها لقب أم المشاريع :) ) فقد تزوجت من ابن عمها ناصر الدين شيركوه ومضت تساهم في جهادها العام فبنت مدرستين الأولى عرفت باسمها والثانية باسم (الحسامية) نسبة إلى ولدها حسام الذي استشهد باحد المعارك..
كذلك أقامت مصنعاً للأدوية وصيدلية كبيرة تزود مستشفيات الجيش الصلاحي بالعلاج والدواء اللازم لجرحى الجهاد.. ويعمل في دارها من الأشربة والمعاجين والعقاقير في كل سنة بألوف من الدنانير تفرقها على الناس! وكان بابها ملجأ للقاصدين ومفزعاً للمكروبين ووقفت على المدرستين أوقافاً كثيرة ..
يصف سبط ابن الجوزي جهودها قائلاً: "كانت سيدة الخواتين عاقلة .. كثيرة البر والصلات والإحسان والصدقات" ..
والمتأمل بسيرة هذه العظيمة يرى عقلية نادرة .. قادرة على تحديد احتياجات العصر ومتطلباته .. (مدرسة .. مصنع .. صيدلية)..
أما ربيعة خاتون فقد تزوجت من مظفر الدين صاحب الجهاد العظيم في معركة حطين وقد قامت ببناء مدرسة في دمشق عرفت باسمها وأوقفتها على الحنابلة ..
احفظوا هذه الاسم جيداً .. فهو تستحق أن تخلد!
................
تكتبها لكم
آلاء سامي
المرجع: كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس - د.ماجد الكيلاني
اقرأ ايضاً :
هؤلاء النسوة تركن في العالم بصمة (1)
2 التعليقات:
اللهم اجعلني من هؤلاء النسوة
شكرا
إرسال تعليق